الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> ضائعٌ .. ويَضِيع >>
قصائدقاسم حداد
- 1
- أضع الوقت على الطاولة وأفتح باب الغابة : ( شخص يضيع )
- ثمة شخص آخر ينهرني .
- أتحسس العشب بقدمين عاريتين ،
- جليد يتقصف بين لحمٍ يرتعش وعشبٍ طازجٍ يتفلت.
- يأخذ الشخص نصف أوكسجين الغابة
- بشهيقٍ عميقٍ ٍوينقذف مثل طائرٍ في فضاءٍ يخلع الثلج .
- يستجيب للنداء الغامض ، يترك السبل المطروقة
- ويذهب في كمائن أخطأتها الطرائد ،
- يفسد خطط الشراك ويفضح الشباك المموهة
- فتستيقظ شهوة الطير والهواء.
- يضيع ، ويضلل الأطياف ،
- يلهث ،
- زفيره يسبق خطواته مغموراً بغيمة الرؤى
- تكاد أن تنهمر على سترته المعفرة بليلٍ عابثٍ،
- يضيع ، كأنه يرى .
- بغتةً يكتشف البحيرة تحدق به،
- قدماه مغروستان حتى الكاحلين
- في جليدٍ يتهشم ويفيض في قدمين مجنحتين بالفراشات .
- ذئب يضل الطريق نحو الجبل .
- وحين تدركه شهوة الأوج يلقي بجسده في تعبٍ
- ويدير رأسه بغطرسة من يتفقد أطيانه.
- يطير في وجهه جناح مدلهم فيفر ،
- كمن يسعف جسده من وهدةٍ وشيكة.
- ( شخص يخرج من غيبوبة الناس
- ليضيع في غابة نفسه )
- ثمة شخص آخر هناك .
- ينتشل قدميه من قبضة الجليد،
- كمن يسحب جذوره من مكان .
- ( هذا صباح جدير بغموض الفتنة،
- أهرب من غربتي إلى ضياعي )
- يتقدم ، مبتعداً عما يعرف ،
- ذاهباً إلى ما يريد .
- 2
- من أنت ؟!
- وحدك في الوحشة لا تعرف من أنت ،
- يجهلك الأحفاد ، مثل أسلافٍ يزعمون جهلك .
- تفتح الطرق في ثلجٍ ينحسر ،
- تتثاءب حولك الغصون
- ولا ينثني العشب تحت قدميك .
- خفيف ،
- زفيرك يرسم تاج الملاك وتزدريك الزواحف
- لفرط مروقك .
- لكنك تضيع وتقتحم ،
- ينتظرك ذئب يهجس بقدومك
- ترأف بك البراثن مكتشفاً ،
- مثل شخصٍ يسأل : ( من أنت ؟! )
- فتدرك الصوت .
- تسأل : ( من أنا ؟ )
- تمتلك الغابة ، مستسلماً للتحدي .
- شخص ضائع .. ويضيع .
المزيد...
العصور الأدبيه