الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> زهرة الحزن >>
قصائدقاسم حداد
- هذه الهاربة العينين والجرح الذي يضحك
- أمي
- هذه الخاصرة التعبى من الحزن وبرد
- الجهة الأخرى ومني
- هي أمي
- هذه الثلجية الفودين
- من حوّل هذا الليل قنديلاً يغني
- آه يا أمي
- لقد أعطيتني صوتاً له طعم الملايين
- التي تمشي إلى الشمس وتبني
- كنت في صدرك عصفوراً
- رمته النار ، سمته يداً تخضر
- ها عصفورك الناري في السجن يغني
- أنت يا هاربة العينين والجرح الذي يضحك
- غني
- ليس بين الضوء والأرض التي تمشي وتحتار وبيني
- غير هذا الأفق المحمر والوقت وأمي
- آه يا أمي التي خاطت لي الثوب بعينيها
- لماذا لا يمر الثوب بالسجن
- لماذا لا تخيطين لنا أثوابنا الأخرى
- تمدين المناديل التي تمسح حزني
- ولم الرعب الذي حولني شعراً
- على جدران سجني
- لا يحيل الشجر الشوكي في أحداقك التعبى
- عصافير تغني .
- آه يا هاربة العينين يا العرس الذي يبكي
- أنا منك كلام طالع كالبرق من ليل الأساطير
- وأنت وردة العمر التي تطلع مني
- فلماذا يهرب الحزن إلى خديك يا زهرة حزني
- ولماذا ... ؟
- ( وطن يلبس قبل النوم تاريخاً
- وبعد النوم تاريخاً ويستيقظ بعد
- الموعد المضروب لا يعرف باباً للدخول
- وطني هذا أم الدهشة في خارطة
- البحر استوت رملاً ، لماذا ،
- وطن يلبس عنوان السلاطين وسروال الملوك
- وطني هذا أم الثورة صارت نهراً للدم
- هذا وطن لا يخجل الآن من الألوان
- والصورة بالأسود والأبيض
- هل يذكر ؟ هل تختلط الألوان
- في عين بلادي ، هل أقول ؟
- وطني الآن بلا نافذة
- يدخل السواح من باب على السوق
- يبيعون بلادي
- وأنا منفلت أبتكر الأطفال والشعر
- بلادي تخلع الأستار في الليل
- كما قال صديقي
- وصديقي كان لا يخجل من عورات
- هذا الوطن الواقف في الحلق
- لماذا تخجلون ؟
- وطن أتخمه الجوع فهل تأخذه الغفوة
- وطني هذا أم الغربة أم قائمة البحر
- أم الغاب أم القافلة الغاربة الآن
- أم الأم التي تنسج ثوباً للسجون ،
- والتي تدخل في وجه بلادي في المساء
- تخرج الآن مع الحلم ،
- وهذا وطني هذي بلادي هذه أمي
- لا أدري حدود الوطن الأم
- البلاد ) .
- لك يا هاربة العينين والجرح الذي
- يرقص في الحزن أغاني الجديدة
- أنت في ذاكرة التاريخ ورد عاصف يأتي
- وفي السجن قصيدة .
المزيد...
العصور الأدبيه