الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> خروج رأس الحسين من المدن الخائنة >>
قصائدقاسم حداد
خروج رأس الحسين من المدن الخائنة
قاسم حداد
- (لو تُرِكَ القَطا لنام)
- صاحب الرأس
- نسير بلا حيرة- كانت الحيرة مثل القناديل
- في جلدنا
- نسير على أرض كل الشوارع،
- أقدامنا رعد كل الزوابع يتبعنا الحزن والياسمين
- ونستصرخ الموت ، والموت يصرخ فينا : تجيئون ؟
- برقا نجيء من المدن الخائنة
- ( مدينتنا لم تخن - نحن خنا )
- وحين تداخلت الصور المرعبة
- صرخنا ، وجئنا نسن حراب الفجيعة
- نشرب خمر التغرب
- نصنع من حجر الموت كأسا ، وأنخابنا
- من بروق المحبة والحقد والاعتراف .
- على أرض كل الشوارع في مدن الثورة النائمة
- زحفنا ، ولما فتحنا كتاب السماء
- ولما عرفنا الدماء
- توقف نبض الحديد ، وجاءت لنا الساعة القائمة .
- نسير بلا حيرة . كانت الحيرة مثل الوسام
- على بطن كل الضفادع في المدن الخائنة .
- نسير . ندحرج تاريخنا ونركله باحترام
- ولم نأخذ الأرض بالسيف . كنا قطاة
- وكانت محابرنا من دماء وكان الذي فوقنا
- يبول علينا ، ونحن نقول : اسقنا
- ونشرب ، نسكر حتى تمر الليالي علينا
- وحتى نصدق أن السكوت كلام .
- نسير ونعرف كيف نشق التراب ، ونبذر داخله الكائنات
- وكيف نحز الرؤوس ونزرعها عبر كل العصور
- فنحن الحسين المسافر من كربلاء
- ورأس الحسين الممزق بين دمشق وبين الخليج
- ونحمله ، نستريح على سورة المومياء .
- نسير ورايتنا الغالبة
- ونخرج من كل كوخ على أرض هذا الخليج
- لندخل كل القصور ، ونبني على رسمها قبلة غاضبه
- ليزهر ورد الرماد ، الرماد الذي تحته النار أو طفلة
- في ربيع الخطورة
- أو جائع ، تحته نحن ، من ألف عام نصير ركاما .
- ويركبنا البحر من غير صارية أو شراع
- يصيد اللآلئ من قلبنا
- تصير جماجمنا كرة
- عليها خرائط كل المدائن حين تجوع
- ويحترق الحب ، والموت ورد
- وحين نجوع تصير عظام الجدود مناجم
- تصير ملاعق من ذهب ورصاص
- تصير مرايا وآبار نفط
- ( ما مر عام والخليج ليس فيه جوع) 1
- ويستقبل الجوع رأس الحسين ويفتح باب الحريق
- ليدخل رأس الحسين . . .
- تصير البلاد عروسا لها ألف طفل وألف عشيق .
- ( ينتشر الحب في كل مكان ، ويسقط الحب
- قتيلا لحظة المجابهة نحاول معرفة الخيط
- الأسود من الخيط الأبيض يختلط كل شيء
- بكل شئ )
- نقيم سرادق عرس على مأتم الميتين
- ونبصق كلمة حب وحقد بوجه المحقق ،
- نرقص داخل كل السجون .
- وتنهد جدران كل المسافات حين نمد مفاتيحنا
- ترانا انقلبنا على ظهرنا
- مثل هذي البلاد التي تحسن الكر و الفر
- هذي الفتاة التي سرقوها بسيف
- فسالت دماها براميل زيت ومن وسلوى ؟
- ونبحر من كل أرض إلى كل بحر .
- مدائن حزن صحارى سجون .
- نسير معا ، تلد العاقرات الأغاني ،
- نسير ونحن جميع اللغات الغريبة
- ونحن الحبيب الذي عرف الدرب نحو الحبيبة
- نسير ، انتظرنا طويلا ، تأخر موعدنا فقتلنا
- وقمنا من القبر ثانية وقتلنا ،
- وقمنا . . . ولكننا ما هزمنا
- وسرنا مع الرأس ، سرنا إلى كل أرض وكل حياة
- نسير بلا حيرة
- لم تعد شعرة بيننا الآن لا وردة من دخان
- فنفتح وجه الزمان
- ونحمل رأس الحسين المحاصر في كل أرض غريبة
- نسير إلى مدن النار ، نحرق أسوارها ، نحترق
- ونكتب فوق معاصم أطفال تلك المدن
- محطات عشق وسيرا بلا حيرة في الطرق .
- نسير معا اتبعونا
- نلاقيكم عند رأس الخليج
- نسير ونحن جميع اللغات الغريبة
- ونحن الحبيب الذي عرف الدرب نحو الحبيبة .
المزيد...
العصور الأدبيه