الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> انتحارات >>
قصائدقاسم حداد
- سنقرأ شعراً
- يؤلفه الأصدقاء وينتحرون
- ونغتاظ مما سيخسره الأصدقاء
- لتبكيرهم في الذهاب
- فلهم عندنا جنة في العيون.
- لدينا لهم ما تبقى لنا
- من بلادٍ ومن حانةٍ،
- يستعيد بها الساهرون مراراتهم
- في زجاجٍ كئيبٍ ويحتدمون .
- لدينا لهم جوقة من بقايا الحروب،
- جنود يؤدون كل النهايات
- يفتون في جنة الله
- ويستفسرون عن الشمس ،
- حتى يكاد الجنون .
- أيها الأصدقاء لدينا لكم
- من تراث الضغائن مخطوطة حرة
- فكيف سنقرأ شعراً لكم
- وأنتم بعيدون عما أدخرناه لليل من قهوةٍ مرةٍ
- ومن فلذاتٍ و أعداء لا يرحمون .
- لماذا تشكون إنا وحيدون من بعدكم ،
- ونحن هنا في البراثن مستوحشون
- ونرفل في الوهم ،
- كيف تسمون أخطاءنا نزوةً
- ولدينا لكم،
- لو تركتم حماقاتكم برهة ً -خصوم ألداء
- يسترقون من النص ما يجعل السيف تفاحةً ،
- يغالون في الإجتهاد ويستنفرون إذا مسهم صمتنا.
- أيها الأصدقاء الوحيدون في صمتهم ،
- لماذا ذهبتم بمنعطفٍ فادحٍ
- ولكم عندنا العاشقات اللواتي يطرن لكم شهوةً
- ويغسلن بالرغبات الحميمة أجسادكم .
- لدينا لكم - لو تريثتم - نزهة في الهزيع النزيه من النص ،
- كي تأخذوا آخر الأوسمة ،
- فكل انتحاراتكم عبث عارم وكل احتمالاتنا مظلمة .
- لماذا تظنون أنا قرأنا لكم سأماً وتنتحرون .
- لماذا لنا وحدنا أن نرمم إرث الضغائن بالشعر
- كي نستحق اللحاق بكم ،
- ولكم وحدكم رغبة في الغياب كما تشتهون .
- أيها الأصدقاء الحميمون ،
- ماذا سيبقى من الشعر يقرأه الآخرون علينا
- لننقذ أرواحنا بغتةً
- ريثما يسترد الخصوم طبيعتهم في الكتاب
- و ينتحرون .
المزيد...
العصور الأدبيه