الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق شوشة >> القصيدة والرعد >>
قصائدفاروق شوشة
- كان بين القصيدة والرعد ثأر قديم
- كلما نزفت بوحها
- لاحقتها سنابكه بالغبار الرجيم
- فتهاوت على درَج الأرجوانِ
- مضمخة بالأسى العبقري,
- ودافنة همَّها في انعقاد الغيوم
- القصيدة, باكية, تستجير
- وللرعد مطرقة وزئيرٌ
- ودمدمةٌ,
- وفضاء حميم
- وانتشاء يخامر كل الذين يطلّون من شاهق
- الكون,
- يمتلكون المدى والتخوم
- القصيدة ها.. تتناثر كالذرِّ
- سابحة في هَيُولَى السديم
- تتفتق ذائبة في عروق الحجارةِ
- في غرْين النهر,
- في جذع صبارةٍ..
- شوكها من حروف الشقاء النظيم
- ثم ترتاح من وحشة في العراء
- ومن شجن في الدماء,
- فتأوي إلى الليل,
- ساكبة دمعها
- في عيون النجوم!
- القصيدة, شاخصة تتساءلُ
- وهي تطل على الكون
- أيَّ بلاء عظيم!
- ترصّدني الرعد
- حتى انطفأت
- وأوشكت أذبلُ
- أوشكت أرحلُ
- رعد يباغتني
- قلت : خيرٌ سيأتي
- ودنيا ستمطر..
- لكنه انجاب .. رعد عقيم!
- هل أجاريه قعقعةً?
- الوجود ضجيج..
- له لغة من رماد المداخن
- والأفق كابٍ دميم
- فجأة,
- مثل ومض الشهاب
- ووقع النبوءة في القلب,
- ها,
- يتكشَّف لي بارق.. لا يريمْ!
- لا تخافي من الرعد,
- وانطلقي بالغناء,
- الغناء الذي يتخلَّل هذا السديم
- لا تخافي من الرعد , لا
- إنه زمن عابر
- والقصيدة فاتحةٌ..
- وزمان مقيمْ!
المزيد...
العصور الأدبيه