الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> ويموت فينا الإنسان >>
قصائدفاروق جويدة
- وتركت رأسي فوق صدرك
- ثم تاه العمر مني.. في الزحام
- فرجعت كالطفل الصغير..
- يكابد الآلام في زمن الفطام
- و الليل يفلح بالصقيع رؤوسنا
- ويبعثر الكلمات منا.. في الظلام
- و تلعثمت شفتاك يا أمي.. وخاصمها.. الكلام
- ورأيت صوتك يدخل الأعماق يسري.. في شجن
- والدمع يجرح مقلتيك على بقايا.. من زمن
- قد كان آخر ما سمعت مع الوداع:
- الله يا ولدي يبارك خطوتك
- الله يا ولدي معك
- * * *
- وتعانقت أصواتنا بين الدموع
- والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع..
- والناس حولي يسألون جراحهم
- فمتى يكون لنا اللقاء؟
- وتردد الأنفاس شيئا من دعاء
- ونداء صوتك بين الأعماق يهز الأرض.. يصعد للسماء:
- الله يا ولدي معك..
- ومضيت يا أمي غريبا في الحياة
- كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة..
- كنا نصليها معا
- * * *
- أماه..
- قد كان أول ما عرفت من الحياة
- أن أمنح الناس السلام
- لكنني أصبحت يا أمي هنا
- وحدي غريبا.. في الزحام..
- لا شيء يعرفني ككل الناس يقتلنا الظلام
- فالناس لا تدري هنا معنى السلام
- يمشون في صمت كأن الأرض ضاقت بالبشر..
- والدرب يا أمي.. مليء بالحفر..
- وكبرت يا أمي.. وعانقت المنى
- وعرفت بعد كل ألوان الهوى..
- وتحطمت نبضات قلبي ذات يوم عندما مات الهوى..
- ورأيت أن الحب يقتل بعضه
- فنظل نعشق.. ثم نحزن.. ثم ننسى ما مضى
- و نعود نعشق مثلما كنا ليسحقنا.. الجوى
- لكن حبك ظل في قلبي كيانا.. لا يرى
- قد ظل في الأعماق يسري في دمي
- وأحس نبض عروقه في أعظمي
- أماه..
- ما عدت أدري كيف ضاع الدرب مني
- ما أثقل الأحزان في عمري و ما أشقى التمني..
- فالحب يا أمي هنا كأس.. وغانية.. وقصر
- الحب يا أمي هنا حفل.. وراقصة.. ومهر
- من يا ترى في الدرب يدرك
- أن في الحب العطاء
- الحب أن تجد الطيور الدفء في حضن.. المساء
- الحب أن تحد النجوم الأمن في قلب السماء
- الحب أن نحيا و نعشق ما نشاء..
- * * *
- أماه.. يا أماه
- ما أحوج القلب الحزين لدعوة
- كم كانت الدعوات تمنحني الأمان
- قد صرت يا أمي هنا
- رجلا كبيرا ذا مكان
- وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..
- لكنني.. ما عدت أشعر أنني إنسان!!
المزيد...
العصور الأدبيه