الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> مدينتي.. بلا عنوان >>
قصائدفاروق جويدة
- ما عاد يا دنياي وقت للهوى
- ما عاد همس الحب.. في وجداني
- ما عاد نبض الحب ينطق بالمنى
- و كفرت بالدنيا.. و بالإنسان
- فحملت أحلاما تلاشى سحرها
- كرفات قلب ضاق بالأكفان
- و نسيت أزهارا غرسناها معا
- و جنى عليها الدهر بالحرمان
- و جنيت منها الحزن كأسا ظالما
- كم ذبت يا عمري من الأحزان
- و حسبت أن العمر بحر هادئ
- فرأيت موج البحر كالبركان
- و غرقت في ألم الحياة و هدني
- عبث السنين.. و حيرة الفنان
- فالكأس أيام نعيش بحزنها
- و العمر سجن خانق الجدران
- و الناس أطياف تمر كأنها
- أشباح صيف شاحب الأغصان
- هم كالسكارى في الحياة و خمرهم
- أمل عقيم.. أو شعار فان
- و تعربد الأيام فيهم ما ترى
- في العمر في الأخلاق.. في الوجدان
- ما أجبن الإنسان يدفن عمره
- ليعيش تحت السوط.. و السجان
- و يقول حظي أن أعيش ممزقا
- و أظل صوتا.. لا يراه لساني
- * * *
- ما عاد يا دنياي وقت للهوى
- ما عاد نبض الحب.. في وجداني
- الحب أن نجد الأمان مع المنى
- ألا يضيع العمر في القضبان
- ألا تمزقنا الحياة بخوفها
- أن يشعر الإنسان.. بالإنسان
- أن نجعل الأيام طيفا هادئا
- أن نغرس الأحلام كالبستان
- ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
- ألا يضيق المرء.. بالحرمان
- أخشى بأن يقف الزمان بحسرة
- و يقول كانوا.. لعنة الإنسان
- فغدا سيذكرنا الزمان بأننا
- بعنا الهواء الطلق.. بالدخان
- * * *
- كلماتنا صارت تباع و تشترى
- و بأبخس الأسعار.. بالمجان
- كلماتنا يوما أضاءت دربنا
- فلقد عرفنا الله في القرآن
- و نساؤنا صغن الحياة رواية
- كلماتها شيء.. بغير معاني
- الفقر حطم في النساء حياءها
- صارت تباع بأرخص الأثمان
- و شبابنا جعلوا الحياة قضية
- إما يمين.. أو يسار قاني
- و نسوا تراب الأرض ويح عقولهم
- هل بعد ((طين الأرض)) من أوطان؟
- و شيوخنا بخلوا علينا بالمنى
- من يا ترى يحيا.. بغير أماني؟
- قالوا لنا: إن الحياة تجارب
- و الويل كل الويل.. للعصيان
- تركوا لنا وطنا حزينا ضائعا
- تركوا الربيع ممزق الأغصان
- * * *
- كم قلت من يأس سأرحل علني
- أجد الظلال على ربى النسيان
- حتى يعود الحب يملأ مهجتي
- و يشع نورا في سماء كياني
- لكنني أدركت أن بدايتي
- و نهايتي.. ستكون في أوطاني
- و سأسأل الأيام علّ مدينتي
- يوما تعرف قيمة الإنسان
- فمتى شجون الليل تهجر عشنا؟
- و متى الزهور تعود للأغصان؟
- و متى أعود لكي أراك مدينتي
- فرحى بغير اليأس.. و الأحزان؟
- أترى سنرجع ذات يوم بيتنا
- و نراه كالأمل الوديع.. الحاني؟
- أترى سترحمني مدينتنا التي
- قد صرت أجهل عندها.. عنواني؟
- قد أنكرتني في الزحام و ما درت
- أني يمزقني لظى.. حرماني
- إني وليدك يا مدينتنا فهل
- صار الجحود.. طبيعة الأوطان؟!
- هل صار قتل الابن فيك محللا
- أم صار حكم الأرض للشيطان؟
- إني تجاوزت الحديث و إنما
- حقي عليك.. سماحة الغفران
- فإذا غضبت فأنت أمي فارحمي
- و إذا عتبت فذاك من أحزاني
المزيد...
العصور الأدبيه