الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> في زمن الليل >>
قصائدفاروق جويدة
- ولدي..
- لأن العمر ذاب كما تذوب الأمنيات
- ولأن ليل اليأس يعصف بالبنين
- ويستحل دم البنات
- ولأن أيام الظلام طويلة
- ولأن ضوء الصبح مات
- أخشى عليك من السنين
- وأنت يا ولدي وحيد في انتظار المعجزات
- فالأرض يا ولدي تجور
- وتأكل الآن.. النبات
- * * *
- ولدي
- لأن الناس تعشق دائما لحم الصغير
- ولأن ماء النهر يلتهم الغدير
- ولأن دخان المدينة يذبح الآن العبير
- لا تبك يوما يا بني بوجعك العذب النضير
- فلقد أضعت العمر يا ولدي.. رفيقا للشجن
- وقضيت أيامي أسب الدهر ألعن في الزمن
- والدمع يا ولدي طريق التائهين
- الدمع يا ولدي عزاء العاجزين
- * * *
- ولدي
- إذا ما تهت يوما
- يا صغيري في الزحام
- ورأيت كل الناس تقتات الكلام
- ورأيت أجساما تصيح
- وتشتكي فيها العظام
- ورأيت في الطرقات أطفالا تئن
- على بقايا.. من طعام
- ورأيت أسوارا تحيطك
- لا تنم.. مثل النيام
- لا تبك يوما يا بني من الزحام
- فلقد قضيت العمر أبكي
- ثم يصفعني الظلام
- ومضت سنين العمر يا ولدي.. بكاء أو كلام..
- * * *
- ولدي..
- إذا ما جئت يوما في طريق
- ورأيت كل الناس تقتل في غريق
- ورأيت يا ولدي صديقا
- يرتوي بدم الصديق
- لا تنس يا ولدي
- بأن النار تسكر بالحريق
- والناس يا ولدي رماد
- أو دخان.. في حريق
- ولدي
- لأني لم أكن يوما رفيقا للزمن
- حاربته يوما وحاربني
- وصرت بلا وطن
- وطني هموم حرت في شطآنها
- لا أعرف المرسى وضقت من الشجن
- لا فرح يا ولدي هناك
- ولا أمان.. ولا سكن!!
- * * *
- ولدي..
- لأنك يا بني تعيش في عمر سعيد
- وعلى ظلالك يرقص الأمل الجديد
- ما زلت يا ولدي صغيرا تحضن الفرح الوليد
- وغدا تحب.. وتعرف الأشواق
- تسأل عن مزيد
- فإذا وجدت الحب لا تحرم فؤادك ما يريد..
- فالعمر يا ولدي سنين
- والهوى.. يوم وحيد
- فإذا رأيت الحب يسبح في خيالك
- ورأيت أشواق السنين تصير ظلا من ظلالك
- لا تنس يوما يا بني بأنني
- غنيت شوق العاشقين
- وبأنني يوما حلمت
- بأن يصير الحب بيت المتعبين
- لكنني يوما
- رأيت الدرب أظلم حولنا
- ضاع الطريق
- وتاه في قلبي الحنين
- فرجعت يا ولدي رمادا
- في دروب السائرين
- وغدوت أغنية
- تحدق في عيون الناس عن حلم السنين
- قد كان حلما يا بني
- من قال يا ولدي بأن الليل
- يهدي التائهين؟؟!
المزيد...
العصور الأدبيه