الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> عندما ننتظر القطار >>
قصائدفاروق جويدة
- قالت: سأرجع ذات يوم
- عندا يأتي الربيع..
- و جلست أنظر نحوها
- كالطفل يبكي غربة الأبوين
- كالأمل الوديع
- تتمزق الأيام في قلبي
- و يصفعني الصقيع
- كان الخريف يمد أطياف الظلال
- و الشمس خلف الأفق تخنقها الروابي.. و الجبال
- و نسائم الصيف العجوز
- تدب حيرى.. في السماء
- و أصابع الأيام تلدغنا
- و يفزعنا الشتاء
- و الناس خلف الباب تنتظر القطار..
- و الساعة الحمقى تدق فتختفي
- في الليل أطياف النهار
- و اليأس فوق مقاعد الأحزان
- يدعوني.. فأسرع بالفرار
- * * *
- الآن قد جاء الرحيل..
- و أخذت أسأل كل شيء حولنا
- و نظرت للصمت الحزين
- لعلني.. أجد الجواب
- أترى يعود الطير من بعد اغتراب؟
- و تصافحت بين الدموع عيوننا
- و مددت قلبي للسماء
- لم يبق شيء غير دخان
- يسير على الفضاء
- و نظرت للدخان شيء من بقايا يعزيني
- و قد عز اللقاء..
- * * *
- و رجعت وحدي في الطريق
- اليأس فوق مقاعد الأحزان
- يدعوني إلى اللحن الحزين
- و ذهبت أنت و عشت وحدي.. كالسجين
- هذي سنين العمر ضاعت
- و انتهى حلم السنين
- قد قلت:
- سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع
- و أتي الربيع و بعده كم جاء للدنيا.. ربيع
- و الليل يمضي.. و النهار
- في كل يوم أبعث الآمال في قلبي
- فأنتظر القطار..
- الناس عادت.. و الربيع أتى
- و ذاق القلب يأس الانتظار
- أترى نسيت حبيبتي؟
- أم أن تذكرة القطار تمزقت
- و طويت فيها.. قصتي؟
- يا ليتني قبل الرحيل تركت عندك ساعتي
- فلقد ذهبت حبيبتي
- و نسيت.. ميعاد القطار..!
المزيد...
العصور الأدبيه