قصائدفاروق جويدة



شيء سيبقى بيننا
فاروق جويدة



  • أريحيني على صدرك

  • لأني متعب مثلك

  • دعي اسمي وعنواني وماذا كنت

  • سنين العمر تخنقها دروب الصمت

  • وجئت إليك لا أدري لماذا جئت

  • فخلف الباب أمطار تطاردني

  • شتاء قاتم الأنفاس يخنقني

  • وأقدام بلون الليل تسحقني

  • وليس لدي أحباب

  • ولا بيت ليؤويني من الطوفان

  • وجئت إليك تحملني

  • رياح الشك.. للإيمان

  • فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك

  • أم أمضي مع الأحزان

  • وهل في الناس من يعطي

  • بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟

  • * * *

  • أريحيني على صدرك

  • لأني متعب مثلك

  • غدا نمضي كما جئنا..

  • وقد ننسى بريق الضوء والألوان

  • وقد ننسى امتهان السجن والسجان..

  • وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان

  • وقد ننسى وقد ننسى

  • فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان

  • ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان

  • زمان القهر علمنا

  • بأن الحب سلطان بلا أوطان..

  • وأن ممالك العشاق أطلال

  • وأضرحة من الحرمان

  • وأن بحارنا صارت بلا شطآن..

  • وليس الآن يعنينا..

  • إذا ما طالت الأيام

  • أم جنحت مع الطوفان..

  • فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان

  • وعشنا العمر ساعات

  • فلم نقبض لها ثمنا

  • ولم ندفع لها دينا..

  • ولم نحسب مشاعرنا

  • ككل الناس.. في الميزان

  • إلى نهر فقد تمرده

  • لماذا استكنت..

  • وأرضعتنا الخوف عمرا طويلا

  • وعلمتنا الصمت.. والمستحيل..

  • وأصبحت تهرب خلف السنين

  • تجيء وتغدو.. كطيف هزيل

  • لما استكنت؟

  • وقد كنت فينا شموخ الليالي

  • وكنت عطاء الزمان البخيل

  • تكسرت منا وكم من زمان

  • على راحتيك تكسر يوما..

  • ليبقى شموخك فوق الزمان

  • فكيف ارتضيت كهوف الهوان..

  • لقد كنت تأتي

  • وتحمل شيئا حبيبا علينا

  • يغير طعم الزمان الرديء..

  • فينساب في الأفق فجر مضيء..

  • وتبدو السماء بثوب جديد

  • تعانق أرضا طواها الجفاف

  • فيكبر كالضوء ثدي الحياة

  • ويصرخ فيها نشيد البكارة

  • ويصدح في الصمت صوت الوليد

  • لقد كنت تأتي

  • ونشرب منك كؤوس الشموخ

  • فنعلو.. ونعلو..

  • وترفع كالشمس هامتنا

  • وتسري مع النور أحلامنا

  • فهل قيدوك.. كما قيدونا..؟!

  • وهل أسكتوك.. كما أسكتونا؟

  • * * *

  • دمائي منك..

  • ومنذ استكنت رأيت دمائي

  • بين العروق تميع.. تميع

  • وتصبح شيئا غريبا عليا

  • فليست دماء.. ولا هي ماء.. ولا هي طين

  • لقد علمونا ونحن الصغار

  • بأن دماءك لا تستكين

  • وراح الزمان.. وجاء الزمان

  • وسيفك فوق رقاب السنين

  • فكيف استكنت..

  • وكيف لمثلك أن يستكين

  • * * *

  • على وجنتيك بقايا هموم..

  • وفي مقلتيك انهيار وخوف

  • لماذا تخاف؟

  • لقد كنت يوما تخيف الملوك

  • فخافوا شموخك

  • خافوا جنونك

  • كان الأمان بأن يعبدوك

  • وراح الملوك وجاء الملوك

  • وما زلت أنت مليك الملوك

  • ولن يخلعوك..

  • فهل قيدوك لينهار فينا

  • زمان الشموخ؟

  • وعلمنا القيد صمت الهوان

  • فصرنا عبيدا.. كما استعبدوك

  • * * *

  • تعال لنحي الربيع القديم..

  • وطهر بمائك وجهي القبيح

  • وكسر قيودك.. كسر قيودي

  • شر البلية عمر كسيح

  • وهيا لنغرس عمرا جديدا

  • لينبت في القبح وجه جميل

  • فمنذ استكنت.. ومنذ استكنا

  • وعنوان بيتي شموخ ذليل

  • تعال نعيد الشموخ القديم

  • فلا أنت مصر.. ولا أنت نيل



أعمال أخرى فاروق جويدة



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟