الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> زمن الذئاب >>
قصائدفاروق جويدة
- وبعثت تعتب يا أبي..!
- وغضبت مني بعدما
- تاهت خطاي.. عن الحسين
- أنا يا أبي في الدرب مصلوب اليدين
- وزوابع الأيام تحملني و لا أدري.. لأين
- والناس تعبر فوق أشلائي
- ودمعي.. بين.. بين
- وبعثت تعتب يا أبي
- لم لا تجئ لكي ترى
- كيف الضمير يموت في قلب الرجل؟
- كيف الأمان يضيع أو يفنى الأمل؟
- لم لا تجئ لكي ترى
- أن الطريق يضيق حزنا بالبشر؟
- أن الظلام اليوم يغتال القمر؟
- أن الربيع يجئ.. من غير الزهر؟
- لم لا تجئ لكي ترى..
- الأرض تأكل زرعها؟
- و الأم تقتل طفلها؟
- أترى تصدق يا أبي
- أن السماء الآن.. تذبح بدرها؟!
- و الأرض يا أبتاه تأكل.. نفسها..
- * * *
- وغضبت يا أبتاه مني بعدما
- تاهت خطاي عن الحسين..
- أتراه عاش زماننا
- أتراه ذاق.. كؤوسنا؟
- هل كان في أيامه دجل.. و إذلال.. وقهر؟
- هل كان في أيامه دنس يضيق.. بكل طهر؟
- فبيتنا صارت مقابر للبشر
- في كل مقبرة إله
- يعطي.. و يمنع ما يشاء
- ما أكثر العباد.. في زمن الشقاء
- أبتاه لا تعتب علي..
- يوما ستلقاني أصلي في الحسين
- سترى دموع الحزن تحملها بقايا.. مقلتين..
- فأنا أحن إلى الحسين..
- ويشدني قلبي إليه فلا أرى.. قدمي تسير
- القلب يا أبتاه أصبح كالضرير
- أنا حائر في الدرب.. لا أدري المصير!!
- * * *
- أنا في المدينة يا أبي مثل السحاب..
- يوما تداعبني الحياة بسحرها..
- يوما.. يمزقني العذاب
- ورأيت أحلام السنين كأنها
- وهم جحود.. أو سراب
- وعرفت أن العمر حلم زائف
- فغدا يصير.. إلى التراب
- زمن حزين يا أبي زمن الذئاب
- * * *
- أبتاه لا تغضب إذا
- ما قلت شيئا.. من عتاب
- أبتاه قد علمتني حب التراب
- كيف الحياة أعيشها رغم الصعاب
- كيف الشباب يشدني نحو السحاب
- حاسبت نفسي عمرها
- حتى يئست من الحساب
- وضميري المسكين مات من العذاب
- أبتاه..
- ما زال في قلبي عتاب
- لم لم تعلمني الحياة مع الذئاب؟!!
المزيد...
العصور الأدبيه