الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> زمان الخوف >>
قصائدفاروق جويدة
- عمري وعمرك دمعتان..
- الدمعة الفرحى لقاء يجمع الأشواق
- ترقص في الجوانح فرحتان
- الدعة الثكلى وداع
- يخنق الأشواق.. يشطرنا فتنزف.. مهجتان
- لم يا زمان الخوف تأبى أن يكون لنا مكان؟
- عنوانا ليل كئيب الوجه يخدعنا
- و يسرق فرحة الأيام منا.. والأمان
- ونموت في فرح اللقاء كما نموت.. مع الوداع
- أيامنا طفل.. كلون الصبح مخنوق الشعاع
- * * *
- يوم لمحتك كان موج البحر
- يدفعني وحيدا بين أنياب الصخور
- تتخبط الأحلام في صدري وفي يأس تدور
- والعمر يوهمني بأن الشاطئ الموعود منا يقترب
- وغدا ستهدأ في جوانحنا.. الرياح
- الشاطئ الموعود في عيني سراب
- ظالم الأحزان يعبث بالجراح
- * * *
- وسمعت صوت الموج يصرخ في عناق
- والخوف علمني
- بأن الحب يحمل في اللقا دمع الفراق
- ورأيت زورقك البعيد
- يلوح من بين الزوارق.. كالضياء
- وتعانقت موجاتنا
- ألقيت فيك متاعبي
- وهمست في نفسي: سنبدأ من جديد
- كم من عجوز صار رغم العمر.. كالطفل الوليد
- قد كنت من زمن عشقت البحر والإبحار
- والسفر البعيد
- ونسيت شطآن الأمان
- ونسيت أن ارتاح يوما في.. مكان
- ورأيت في عينيك شطآن الأمان
- * * *
- ووقفت عند الشاطئ الموعود استرضي الزمان
- صافحته قبلت في عينيه حلما
- عشت أحلمه وثارت دمعتان
- وبكيت في فرحي وعانقت الزمان
- * * *
- وبدأت أبحث عن مكان
- ضحك الزمان وقال في غضب:
- من قال إن الشاطئ الموعود يمنحك الأمان؟
- الشاطئ الموعود مثل البحر أمواج وخوف وامتهان
- الشاطئ الموعود مقبرة
- يفر الناس منها كلما صرخ القدر
- تترنح الأعمار بين دروبها
- أحلامها عرجاء
- تسقط كل ما قام وتأكلها الحفر
- أواه يا شط الأمان
- جئنا لنبحث في حطام الناس
- عن وطن يلملم شملنا
- صرنا بقايا.. من حطام
- جئنا عرايا
- نسأل الأيام ثوبا كي نداري عرينا
- صرنا حيارى في الظلام
- فالشاطئ الموعود مقبرة تئن بها العظام
- ماذا سنفعل..؟!
- هل نترك الأيام تسقط في شواطئ حزننا؟
- أيامنا في الموج أحلام نزفناها وضاعت بيننا
- وجراحنا في الشاطئ الموعود
- بحر من دماء الخوف يسري حولنا
- والآن نبحر في مرافئ دمعنا
- لا تحزني..
- ما زلت ألمح في حطام الناس
- أزهارا ستملأ دربنا
- لا تحزني..
- إن صارت الدنيا حطاما حولنا
- فالصبح سوف يجيء من هذا الحطام
- الصبح سوف يجيء من هذا الحطام
المزيد...
العصور الأدبيه