الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> العدو خلف السراب >>
قصائدفاروق جويدة
- تزيد المسافات بيني وبينك
- تخبو الملامح شيئا.. فشيئا
- وتغدو مع البعد بعض الظلال
- وبعض لأتذكر.. بعض الشجن
- ويغدو اللقاء بقايا من الضوء
- تبدو قليلا.. وتخبو قليلا..
- وتصغر في العين
- تسقط في الأفق
- ترحل كالعطر
- تغدو خطوطا بوجه الزمن..
- فماذا سنحكي..
- وكل الملامح صارت ظلالا
- وكل الذي"كان" أضحى خيالا
- وأصبحت أنت الزمان البعيد
- أعود إليه.. فيبدو محالا
- تزيد المسافات بيني وبينك يخبو البريق
- ويحملني الشوق ألقي بنفسي على شاطئيك
- فأرجع منك.. وبعضي حريق..
- وأسأل نفسي على أي درب سألقاك يوما
- وقد صار وجهك في كل درب يطوف بعيني
- طريق أشد الرحال إليه.. فيهرب مني
- طريق أعود غريبا عليه.. فيسأل عني..
- طريق يداعبني من بعيد
- فأجري إليه ويصرخ.. دعني..
- على أي درب سألقاك يوما
- وفي أي درب ستصرخ حزنا دماء البريء..
- فأنت الزمان الذي قد يجيء
- وأنت الزمان الذي لن يجيء
- وأنت الصباح الذي ضاع في العين
- بين الرحيل.. وبين المجيء
- فحينا يسافر.. حينا يغامر
- ويسقط عمري بين الرحيل.. وبين المجيء..
- * * *
- تزيد المسافات بيني وبينك أسكن عينيك
- أبني جدارا من الحلم حولك
- أحميك من يأس حلمي
- وأبني قصورا على شاطئيك
- لأنا نعيش زمانا كئيبا
- أخبئ حلمي في مقلتيك
- لأنا سقطنا على الدرب خوفا
- وبعثرنا العمر خلف الفضاء
- وصرنا رياحا.. و ظلا.. وعطرا
- وصرنا سحابا.. يطوف السماء
- وصرنا دموعا على مكل عين
- وفي كل جرح غدونا دماء
- فكنا الخطيئة كنا الهداية
- كنا مع اليأس.. بعض الرجاء..
- * * *
- وتبقى المسافات بيني وبينك سدا يبعثر أحلامنا..
- لأنا نسير على غير درب
- ونمشي وندرك أن الخطا قد تهاوت
- وأن الطريق يجافي القدم
- فما عاد في الدرب غير الألم..
- فهل من زمان.. يعيد الطريق لأقدامنا
- وهل من زمان يلملم بالصبح أشلاؤنا
- تعبنا من العدو خلف السراب
- وذقنا زمانا بأحزانا
- ونمضي مع العمر حلما طويلا
- وتغدو المسافات هما ثقيلا
- ومازلت أمضي و أمضي إليك
- وإن كان عمري يبدو قليلا
المزيد...
العصور الأدبيه