الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> غادة السمان >> كان ياما كان !.. >>
قصائدغادة السمان
- يقولون : في الليل المنخور بالوجع
- تنمو بذرة النسيان
- وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...
- لكن وجهك
- يسكن داخل جفوني
- وحين أغمض عيني : أراك !..
- عشنا أياما مسحورة
- كمن يسبح في بحيرة من زئبق وعطور
- ويركب قاربا
- في انهار الألوان لقوس قزح
- مبحر من الأفق إلى نجمة الرعشة ...
- كان ياما كان !..
- كان ياما كان !..
- وكانت السعادة تصيبني بالارتباك ..
- وحدها تخيفني
- لأنني لم اعتدها ..
- فأنا امرأة ألفت الغربة
- وحفظت أرصفة الوحشة والصقيع
- وأتقنت أبجدية العزلة والنسيان...
- وأعرف ألف وسيلة ووسيلة
- لأحتمل هجرك
- أو كل الألم الممكن أن تسببه لي ...
- ما لا أعرف كيف أواجهه
- هو سعادتي معك ...
- وحينما أصير مثل آنية كريستال شفافة
- ممتلئة برحيق الغيطة
- وبكل الفرح الممكن
- أرتجف خوفا أمام السعادة ...
- مثل طفل منحوه أرنبا أبيض
- ليقبض عليه للمرة الأولى في حياته ..!
- وكنت دوما أصلي :
- رب ارحمني من سعادتي
- أما تعاستي فأنا كفيلة بها ..
- آه !..
- كان ياما كان حب ...
- وكنت بعد أن أفارقك مباشرة
- يخترقني مقص الشوق اليك ...
- وتزدحم في قلبي
- كل سحب المخاوف والأحزان ..
- وأشعر بأن البكاء لا يملك لي شيئا فأضحك !!
- وتركض الي حروفي فأكتبها
- وأستريح قليلا بعد أن أكتب ..
- وأفكر بحنان
- بملايين العشاق مثلي
- الذين يتعذبون في هذه اللحظة بالذات
- دون أن يملكوا لعذابهم شيئا
- وأصلي لأجلي و لأجلهم
- وأكتب لأجلي ولأجلهم ...
- وأترك دموعهم تنهمر من عيني
- وصرختهم تشرق من حنجرتي ...
- وحكايتهم تنبت على حد قلمي .. مع حكايتي ..
- وأقول عني وعنهم :
- كان ياما كان حبّ ...
المزيد...
العصور الأدبيه