الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي محمود طه >> سارية الفجر >>
قصائدعلي محمود طه
- غبرت بي في صباح باكر
- فتنة العين و شغل الخاطر
- شعرها الأشقر فيه وردة
- لونها من شهوات الشّاعر
- و رشيقات الخطى في وقعها
- منبئاتي بشباب ساحر
- و بعينيها رؤى حائرة
- بين أسرار مساء غابر
- صوّرت من حاضر العيش و من
- أمسها ، قصة حب عاثر
- قلت ، و الفجر سنى ياقوتة
- لألأت خلف السّحاب الماطر :
- هذه السّاعة تسعى امرأة
- حين لم يخفق جناح الطّائر !
- من تراها ؟ و إلى أين ؟ و من
- أيّ خدر طلعت أو سامر ؟
- تقطع الإفريز من ناحيتي
- كأسير هارب آسر
- تتّقي الأعين أن تبصرها
- و هي لا تألو التفات الحائر
- لا تبالي بلل الثّوب و لا
- لفحة الرد الشّفيف الثّائر
- أو تبالي قدماها خاضتا
- مسرب الماء الدّفوف الهامر
- أنت يا سارية الفجر اسمعي
- دعوة الرّوح البرئ الطّاهر
- مرّ بي مثلك لم يشعرنني
- غير إشفاق الحفيّ النّاصر
- و أنا الشّاعر قلبي رحمة
- لفريسات القضاء الجائر
- إن نأت دارك يا أخت فما
- بعدت دار الغريب العابر
- شاطريني ذلك المأوى فما
- أتقاضاك وفاء الشّاكر
- غرفة آلهة الفنّ بها
- تتلقّاك لقاء الظافر
- و تغنّيك نشيدا مثله
- ما تغنّت لحبيب زائر
- هات كفّيك و لا تضطربي !
- لا تخالي ريبة في ناظري !
- سوف يؤويك جدار ساخر
- من أباطيل الزّمان السّاخر
- سوف يحويك فراش صامت
- لك فيه همسات الذّاكر
- سوف يطويك يكون لم يشب
- صفوه لغو محبّ غادر
- و أناديك و أستدني يدا
- لمست روحي و هزّت خاطري
- و أحيّيك و أيتحيي فما
- حقّه قبلة ربّ غافر !!
المزيد...
العصور الأدبيه