الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي محمود طه >> راقصة الحانة >>
قصائدعلي محمود طه
- سرت بين أعينهم كالخيال
- تعانق آلهة في الخيال
- مجرّدة حسبت أنها
- من الفنّ في حرم لا ينال
- فليست تحسّ اشتهاء النّفوس
- و ليست تحسّ عيون الرّجال
- و ليست ترى غير معبودها
- على عرشه العبقريّ الجلال
- دعاها الهوى عنده للمثول
- و ما الفنّ إلاّ هوى و امتثال
- فخفّت له شبه مسحورة
- علت وجهها مسحة من خبال
- و في روحها نشوة حلوة
- كمهجورة منّيت بالوصال
- تراها و قد طوّفت حوله
- جلاها الصّبا و زهاها الدّلال
- تضمّ الوشاح و تلقي به
- و في خطوها عزّة و اختيال
- كفارسة حضنت سيفها
- و ألقت به بعد طول النّضال
- تمدّ يديها و تثنيها
- و ترتّد في عوج و اعتدال
- كحوريّة النّبع تطوي الرّشاء
- و تخذب ممتلئات السّجال
- مجيّرة الطّيف في مائج
- من النّور يغمرها حيت جال
- تخيّل للعين فيما ترى
- فراشة روض جفنها الظّلال
- و زنبقة وسط بلّورة
- على رفرف الشّمس عند الزّوال
- تنقّل كالحلم بين الجفون
- و كالبرق بين رؤوس الجبال
- على إصبعي قدم ألهمت
- هبوب الصّبا و وثوب الغزال
- و تجري ذراعين منسابتين
- كفرعين من جدول انثيال
- كأنّهماحولها ترسمان
- تقاطيع جسم فريد المثال
- أبت تمسّاه بالرّاحتين
- و يرضى الهوى ، و يريد الجمال !
- و من عجب و عي مفتونة
- تريك الهدى و تريك الضّلال
- و تلوّى و تسهر كلهّابة
- تراقص الجنوب به و الشّمال
- و تعدو كأنّ يدا خلفها
- تعذّبها بسياط طوال
- و تزحف رافعة و جهها
- ضراعة مستغقر في ابتهال
- و تسقط عانية للجبين
- كقمريّة و قعت في الجبال
- تبضّ ترائبها لوعة
- و تخفق لا عن ضنى أو كلال
- و لكّنه بعض أشواقها
- و بعض الذي استودعتها اللّيال !!
المزيد...
العصور الأدبيه