الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الفزاني >> ثنائية المعراج >>
قصائدعلي الفزاني
- (إلهي.. إلهي.. أي غياب
- أحس به وألمسه
- الليلُ والنهارُ باتا من دون معنى
- والصيحة من دونِ فمْ)
- لماذا... أُصْدَعُ الآنَ... لغتي أقرب منك إليك
- دفء يلامسُ الكف يعبرُ فضاءهُ في سلام
- نحن وهبنا ذاكرةَ المطر حرفاً حين شاركنا العَزفَ
- قليلاً وغاب
- كانت هداياهُ عشباً وباقاتِ وردٍ وزهر
- وقبعةً بلونِ برعمةٍ للسنديانةِ... العارية
- وشالاً بحُمرةِ ألوان الشُموس
- وروعة الزيتونِ فيكرنفال القطاف
- رائعٌ ذاك الحفيفُ في ثغرِ المطر
- حين راقص شعرَكِ على وقعِ هطوله
- وارتحلْ
- * * *
- كل النساءِ مقفلةٌ...
- بأشواكِ القوافي
- وحدكِ النصُ الطليق!
- حرةٌ كالموجةِ العذراءِ تطفو..
- على مدى البحر المحيط!
- وأنتِ في كل فضاءٍ لغةُ مطلقة
- لليماماتِ وحدَها البوحُ الجميل!
- * * *
- (أجريمةٌ هذا الدوار أجريمةٌ تلك اللذة؟)
- * * *
- هاتان عينان فيهما قيثارتي
- من غربةٍ تستريح
- آيُ ملاك عبقريٍ يشكلُ من دفءِ العصافيرِ..
- عشاً
- للعاشقِ الشاعرِ... ريثما..
- تنتهي رحلةُ الروحِ الجريحُ
- تنعكسُ الوقداتُ في بؤبؤ الرعشةِ الصامتة
- يغتسلُ الطينُ من غشاواتِ الطريق
- هذا أنا..
- ويمامتي العذراءُ نرسمُ لذةَ اللون
- وخميلةٍ من حوارِ الندي والورودْ
- تختفي الرغبة السفلي..
- أصعدُ نحوك طيناً
- * * *
- تجرد لحظة كي يرشف كأساً
- خمرةُ من كرمة الكبرياء
- أيتها التي بكي الليل جذلانَ
- حين استحم بأنفاسها العازفة
- أيا خميلة من حوار معتقْ
- لا وقت للعاشق في الحضرة الأسرة
- أعبري معراجك على بُسُطٍ من غنائي
- إني توضأت من جدول في العيون
- وأعلنت أسماءك للصلاة
- * * *
- (لا تراعي إن غنيتُ اللذة
- ما ذاك إلا كي أمسك بروحكِ
- بأصابعي المتوحشة)
- * * *
- حدثتكِ عن الرقصِ في ليلِ الفجر
- في ليل مدريدَ...
- المدججِ بالكحلِ البدائي والنارِ وانهيارات الجَسَدْ
- على أي براقٍ أتيتِ..
- طويتِ أزمنةً آتية
- لأزمنةٍ عبرتْ... لاهثة
- هل أنتِ التي أودعتِ الجنونَ عقاربَ العنفوان؟
- أيا طفلةً مواقيتُها لا تبوح!
- أمنْ أجلكِ كان الضياعُ والحزنُ..
- في تلك المدائن
- يهاجرُ نصٌ غريبٌ..
- يفتشُ عنكِ المواسمْ
- * * *
- ويغوص في لُجةِ الإسفلتِ والطوفانِ
- هل كنتِ مفردةً في سفينة
- أم كنت مقنعةً بالزهورِ
- تَتُوقينَ من سدرةٍ لا تطال
- تقولين:
- لكل نرجسةٍ... ملكوتْ
- ونسيتِ أزمنتي التي غرقت في بحار النزيف
- تقولين:
- وأنا أشرب سراً من خدِّكِ العشبي
- فيضاً وفرحْ!
- كلما جفَ إناءٌ
- تولاني قدحْ!
- * * *
- سأطلقُ الآن طفلي القديمَ في برآءاتِ صباكِ
- في مروج يمامتي
- سأعبثُ بالطقوسِ... وأعلنُ للمرايا
- لا قبلها ولا بعدها
- يصعد نصٌ إلى سدرةٍ من رؤايا
- يسكنُ النبضُ.. بعد انتهائي..
- يسكنُ في نواةِ الخلايا!
- أقفلتُ النوافذَ المهملاتِ
- وأعلنتُ بوحي... لديك
- ومزقتُ كتابَ النساءِ وحطمتُ الهدايا
- أنتِ معي..!
- أنتِ معي!
- أبداً معي..!
- وأعلم أنكِ مائدةُ من الطينِ..
- يمامةٌ.. قدرٌ.. أنها
- مسروجةٌ لِسِوايا.
المزيد...
العصور الأدبيه