الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي الجارم >> يالواءَ الحسنِ أحزابُ الهوى >>
قصائدعلي الجارم
يالواءَ الحسنِ أحزابُ الهوى
علي الجارم
- يالواءَ الحسنِ أحزابُ الهوى
- أجّجوا في الحبِّ نيرانَ الجفَاءْ
- مذ رأوْا طَرفَكِ يبدو ناعساً
- أيقظا الفتنة َ في ظلِّ اللواء
- فرّقت أهواءهم ثاراتُهم
- كلُّ حُبٍّ بين أشواك عِداءِ
- جمعوا بغضاءَهم فافترقوا
- فاجمعي الأمرَ وصوني الأبرياء
- إن هذا الحسنَ كالماء الذي
- راق حتى كاد يخفيه الصفاء
- والرضابُ الْحلوُ لو جدتِ به
- فيه للأنفس رِيٌّ وشفاء
- لاتذودي بعضنا عن وِردهِ
- كلُّنا يشكو الجوى والبُرَحاءْ
- فانظري ليس الصدَى في بعضنا
- دون بعضٍ واعدلي بين الظماء
- وتجلَّى ْ واجعلي قومَ الهوى
- للهوى فيك وللحسن فِداء
- هم فداءٌ لك لا بل كلُّ مَن
- تحت عرش الشمسِ في الحكم سواء
- أقبلي نستقبل الدنيا وما
- يملأ الأعينَ حسناً ورُوَاءْ
- أنت كالجنَّة ضُمِّنت الذي
- ضُمِّنته من معدّاتِ الهناء
- واسفِري تلك حُلى ً ماخُلقت
- لسوى لثمٍ وضَمّ واجتلاء
- ما رأينا آية َ اللّه أتت
- لتُوارَى بلثامٍ وخباء
- واخطِري بينَ الندامَى يحلفوا
- أنك الغصن ازدهاراً واستواءْ
- أخبرتهم نفحة ٌ منكِ سَرَتْ
- أن روضا راح في النادي وجاء
- وانطقِي ينثرْ إذَا حدّثِتنا
- لفظُك العذبُ عن القلبِ العَناء
- إنه الدرُّ فهل يمنحنا
- ناثرُ الدرِّ علينا ما نشاء
- وابسمِي من كان هذا ثغره
- فتن الزهرَ أريجاً وبهاء
- فدعيه ينشر الطِّيبَ كما
- يملأُ الدنيا ابتساماً وازدهاءْ
- لاتخافي شططاً من أنفس
- داولت بين خضوعٍ وإباء
- إنْ أجابت دعوة الحبِّ مشت
- تعثُرُ الصبوة ُ فيها بالحياء
- راضت النخوة ُ من أخلاقنا
- فخضعنا وجمحنا كرمَاءْ
- وسمت فوق الهوى أحسابُنا
- وارتضَى آدابَنا صدقُ الوَلاء
- فلو امتدت أمانينا إلى
- أسدٍ مالاث كفّاً بدماء
- أو سرت أنفاسُنا في جانبيْ
- مَلَكٍ ما كدّرت ذاك الصفاء
- أنتِ يَمُّ الحسن فيه ازدحمتْ
- زُمَرُ العشَّاقِ كُلٌّ بِسقاء
- أنقذتهم بعد يأسٍ مُغرِقٍ
- سفُن الآمال يُزجيها الرجَاءْ
- يقذف الشوق بها في مائجٍ
- ماله من ساحلٍ إلاّ اللِّقَاء
- فهي تجري والجوى يبعثُها
- بين لَجّيْنِ عناء وشقاء
- شدة ٌ تمضي وتأتي شدَّة
- واعتداءٌ للهوى بعد اعتدَاءْ
- لو علت للنجم نفسي لأتتْ
- تقتفيها شدّة ٌ هل من رَخاء
- ساعفي آمالَ أنضاءِ الهوى
- يقتل الداء إذا عزّ الدواء
- واكشفي حُجْبَ النوى ينتعشوا
- بقَبولٍ من سجاياك رُخاء
- أنتِ رُوحانيَّة ٌ لاتدّعى
- غيرَها فالأمرُ كالصبح جلاء
- فاسألي المِرآة َ هل يوْماً رأت
- أنَّ هذا الشكلَ من طينٍ وماء
- وانزِعي عن جسمِك الثوب يَبِن
- رُبّ حقٍ ضاع في ثوب رياء
- وارفعي شَعْرَك عنه ينجلي
- للملا تكوينُ سكانِ السَّماء
- وأَرِي الدنيا جَنَاحَيْ مَلَكٍ
- منهما تستمنح النورَ ذُكَاءْ
- نُشِرا في مُجتَلَى ضوء الضحا
- خلفَ تمثالٍ مصوغٍ من ضِياء
المزيد...
العصور الأدبيه