الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> مرثية عازف النشيد الوطني >>
قصائدعدنان الصائغ
مرثية عازف النشيد الوطني
عدنان الصائغ
- فرّغتكَ الحروبُ
- من الحبِّ
- ها هو قلبُكَ طبلٌ
- يرنُّ ـ على جلدِهِ المتقرّنِ ـ نقرُ الأناشيدِ
- تحملهُ جوقةُ العازفين إلى ساحةِ الاحتفالات
- حيثُ الجموعُ التي تتلاطمُ من حولهِ
- ثم ترتدُّ ـ محفوفةً بالبنادقِ ـ لمْ تقتربْ ساحلهْ!
- تردّدُ محمومةً:
- ـ عاشَ حامي البلاد
- فتسمعُ جوفَكَ يصرخُ:
- ـ عا... ثَ...
- فيلكزُكَ المنشدون:
- ـ انتبهْ
- الحروفُ نميمةُ ريحْ
- والطبولُ لحاءٌ تساقطَ من مقصلةْ
- .........
- ....
- يدفعونَكَ للقبوِ..
- تنبحُ خلفَ دماكَ التقاريرُ والمقلُ القاحلةْ
- فيصرخُ فيكَ المحققُ،
- مرتعباً:
- ـ كيف بدّلتَ شينَ الرئيسْ
- بثاءٍ تعيسْ..
- سلّلتهُ إليكَ المناشيرُ في لحظةٍ غافلةْ!؟
- ـ سيدي
- إنَّهُ محضُ طبلٍ
- تشقّقَ من كثرةِ الضربِ
- فاختلطتْ في تجاويفهِ الأحرفُ القاتلةْ
- ...........
- عندما أخرجوهُ
- من الكوّةِ المقفلةْ
- بعد عشرين عاماً
- لمْ يجدْ غيرَ كنسِ الشوارعِ مما تخلّفهُ المرحلةْ
- هكذا ظلَّ يحلمُ...
- بالثورةِ المقبلةْ
- غير أنَّ السياطَ
- التي ملّحتْ جلدَهُ فوق طاولةِ الأسئلةْ
- لمْ تعدْ تسمعُ النقرَ.. يصعدُ
- .. يصعدُ
- في روحهِ الصاهلةْ
- فرموهُ إلى المزبلةْ
المزيد...
العصور الأدبيه