الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> كل شيء هادئ تماماً في ظهيرة البصرة >>
قصائدعدنان الصائغ
كل شيء هادئ تماماً في ظهيرة البصرة
عدنان الصائغ
- - فصل رابع -
- "… وإنّي وتهيامي بعزةَ بعدما
- تخليتُ عما بيننا وتخلتِ
- لكالمرتجي ظلَّ السحابةِ كلما
- تبوّأَ منها للمقيلِ اضمحلتِ"
- - كثير عزة -
- ..........
- ظهيرة البصرة، ولا ملاذَ غير ظلِّ القنابلِ وأكياسِ الرملِ
- ظهيرة صمتكِ، ولا ملاذَ غير ظلِ الكلامِ
- ظهيرة قلبي، وأنتِ على الشرفةِ
- تنشرين أيامنَا على حبلِ غسيلِ النسيانِ
- لتجفَّ..
- *
- قالتْ:
- أرادوا أن يصادروا أحلامنَا كلَّ يومٍ
- ويفردوا كفَّينا المتشابكتين، إصبعاً، إصبعاً
- قلتُ لها:
- ستظلُّ الشوارعُ ملكنا،
- وهذا الشجرُ المتطاولُ، والمصطباتُ، وهذا الأفقُ المفتوحُ
- على اتساعِ عينيكِ الواسعتين ..
- سيظلُّ لنا كلُّ شيءٍ..
- اطمئني..
- ما دمنا نملكُ ورقةً، وحنيناً بحجمِ العالم
- .......
- ظهيرة البصرة..
- القنابلُ تأخذُ قيلولتها ..
- فقدْ تعبتْ طيلةَ ثمانية أعوامٍ من الركضِ في أزقةِ الحربِ..
- بحثاً عن عنواني..
- شكراً للصدفةِ، فهي وحدها التي أبقتني - في الحربِ - بلا عنوانٍ..
- شكراً لكافافي فهو وحدهُ الذي قالَ لي، وأنا أعدُّ حقائبي:
- (ما دمت قد خرّبت حياتكَ في هذا الركنِ الصغيرِ من العالمِ فهي خرابٌ أينما حللتْ..)
- شكراً للتلمساني، شمس الدين بن عفيف، فهو وحدهُ الذي اختصرني هكذا:
- رأى، فحبَّ، فرامَ الوصلَ، فامتنعتْ،
- فسامَ صبراً، فأعيا نَيلَهُ، فقضى
- ...............
- ظهيرة البصرة..
- كلُّ شيءٍ هاديءٌ تماماً
- وحدها ذكرياتكِ وعزلتي يحاصرانني من كل الجهات..
- *********
المزيد...
العصور الأدبيه