الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> كركرات الطفل مهند >>
قصائدعدنان الصائغ
- زاحفاً فوق عشبِ الحديقةِ
- ممتلئاً بالندى, والغصونِ الخفيضةِ, والكركراتْ
- أراهُ يحدّقُ – مرتبكاً – في وجوهِ الضيوفِ الغريبةِ
- منحشراً قربَ "شيماء" تلك اللعينة في اللعبِ
- أو جالساً فوق حضني..
- وكعادتهِ.. سيمصُّ بإبهامهِ.. عبثاً ما تحذّرهُ أمهُ
- ولكنه! حين يضجرُ من عالمِ الجالسين الأنيقين,
- والغرفةِ الجامدةْ
- سوفَ يصحبُ "شيماء" للعبِ.. في أيّما لعبةٍ
- أو سيزحفُ ثانيةً للحديقةِ..
- يقطعُ بعضَ الزهورِ..
- وينثرها عابثاً.. في الطريقْ!
- *
- وحين يراني.. بمكتبتي
- غير ملتفتٍ نحوه
- غارقاً بالقراءةِ،
- أو بالتأملِ في عالمٍ من ضبابْ
- سيسحبُ – ياللمشاكس – مني الكتابْ
- ويدعونني للعبْ!
- *
- كركراتُ الطفولةِ ملءُ فمي.. إذْ أراهُ يكركرُ
- يرنو إلى قطةِ البيتِ..
- والقطةُ المستفزّةُ ترنو إليه
- وبينهما عالمٌ من تحدٍّ لذيذٍ, وخوفٍ قديمْ
- وبعضُ المسافةِ، للاشتباكْ
- يراقبها حذراً..!
- وتراقبهُ خشيةً للوثوبْ
- يهمهمُ..! ماذا يقولُ "مهند" في هذه اللحظةِ الحاسمةْ!؟
- يهشُّ إليها.. فتلمعُ – في لحظةِ الخوفِ – أحداقُها..
- وتموءُ...
- فيبكي من الخوفِ!
- ـ ماذا أيهربُ من قطةٍ!؟
- ولكنّهُ يتشجّعُ حين يرانا نراقبهُ…
- يتقدمُ, محتدماً نحوها –
- صارخاً...
- فتفرُّ من البيتِ مذعورةً
- وهو يمضي يلاحقها.. فرحاً, واثقاً
- ويكركرُ منتصراً...
المزيد...
العصور الأدبيه