الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> عناءات.. >>
قصائدعدنان الصائغ
- إلى رجل غبي يُسمى قلبي!
- متى أستريحُ؟
- مَنْ أورثني هذا الحنينَ والبكاءَ والتسكّعَ؟
- روحي مدينةٌ مهجورةٌ…
- تبحثُ عمن يرممها
- أديرُ قرصَ الهاتفِ
- لا أحدَ...
- أبعثُ برسائل لا عنوانَ لأصحابها
- أطرقُ أبوابَ الصحفِ
- لا قصيدةَ عندي تصلحُ للنشرِ
- ماذا أفعلُ...
- كي أوقفَ زحفَ الخريفِ على مساحةِ الخضرةِ المتبقيةِ من عمري؟
- ماذا أفعلُ
- كي أقنعَ هذا القلبَ اللجوجَ
- إنَّ كلَّ ما أفعلهُ بعدكِ حماقات
- ماذا أفعلُ...
- لأقنعَ نفسي أنني لمْ أعدْ بحاجةٍ لبطاقةِ سفرٍ
- فكلُّ مدنِ العالمِ جبتُها على الورقِ
- شارعاً... شارعاً
- حتى تهرأتْ أقدامي من المشي في دروبها الطويلة
- وأنا ساهمٌ في زاويةِ المقهى
- *
- متى أستريحُ...؟
- ما زلتُ - طولَ عمري - مشدوداً لكلِّ شيءٍ
- بأسلاكِ الدهشةِ...
- مازلتُ ذائباً في قطرة المطر، وهي تنسابُ في خلايا المدينةِ والشجرِ وايقاعِ المزاريب
- ما زلتُ وحيداً في الدروبِ المزدحمةِ
- ضاجاً بكِ...
- كلحنٍ ناقصٍ
- وشرائط حمراء لفتاةٍ يتيمةٍ...
- مررتُ عليكِ...
- ولمْ أجدكِ
- قولي ...
- إلى أين أتجهُ بأحزاني إذن!؟
- هكذا اعتدتُ أن أشرعَ نوافذَ رئتي
- لرياحِ الدهشةِ التي تأتيني من كلِّ شيءٍ...
- شاعرٌ أنا...
- وربما نافورةٌ متفجرةٌ، في حديقةٍ عامةٍ...
- أقررُ أن أرسمَ شفتيكِ برعمي خجلٍ
- على أغصانِ أوراقي
- وانتظرُ السنواتِ، ليتفتحا لي
- غير عابيءٍ بنظراتِ الحارس،ِ ووخزِ الأشواكِ، وزهورِ المحلاتِ الإصطناعيةِ
- ملتذاً بالرحيقِ...
- وهو يسيلُ على سياجِ فمي
- *
- متى أستريحُ؟
- ثمة غابات كثيرة
- تنتظرُ الرئات القادمة، التي لمْ يشوهها التدخينُ
- ودخانُ الباصاتِ
- علي أن أدلكم عليها...
- أما أنا
- فقد أخذتُ هواءً كثيراً
- وعلي أن أصفَ كلَّ الغاباتِ التي حلمتُ بها،
- والخنادق التي نمتُ فيها
- ودخان المقاهي التي...!
- والشوارع، والباصات، والنساءَ والمكتبات، والأحزان
- هكذا علي أن أصفَ لكم كلَّ ما رأيتهُ في حياتي
- هكذا... بمنتهى العذوبةِ والندمِ
- مخبّئاً نصفَ ذكرياتي على الأقل
- *******
المزيد...
العصور الأدبيه