الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> خرجت من الحرب سهواً ..! >>
قصائدعدنان الصائغ
- أنا خارجٌ من زمانِ الخياناتِ
- نحوَ البكاءِ النبيلِ على وطنٍ أخضرٍ
- حرثتهُ الخنازيرُ والسرفاتُ
- أنا داخلٌ في مدارِ القصيدةِ
- نصفَ طليقٍ
- ونصفَ مصفّدْ
- فعليكمْ رثائي بما تملكون من النادباتِ
- وليسَ عليّ سوى أن أشيرَ لكمْ
- بأصابع " نائلة "
- لقميصِ البلادِ المعلّقِ فوق رماحِ العشيرةِ
- تنخبُهُ الطلقاتُ
- فينسالُ نهرُ الفراتِ المضرّج بين أصابعكم
- حينما تكتبون
- عبثٌ كلُّ ما يكتبُ الشعراءُ
- فهذا الزمانُ يعلّمنا
- أن نصفّقَ للقاتلين
- حينما يعبرون الرصيفَ إلى دمنا
- وهذا الزمانُ يعلّمنا
- أن نقصّرَ قاماتنا
- .... كي تمرَّ الرياحُ على رسلها
- أن نماشي القطيعَ إلى الكلأ الموسميِّ
- ولكنني
- من خلال الحطامِ الذي خلفتهُ المدافعُ
- أرفع كفي معفّرةً بالترابِ المدمّى
- أمامَ عيونِ الزمانِ
- أعلّمهُ كيفَ نحفرُ أسماءَنا بالأظافرِ
- كي تتوهجَ: لا
- نحنُ الذين خرجنا من الثكناتِ
- نكشُّ ذبابَ العواصمِ عن جرحنا
- أنخطيءُ - حين تمرُّ بنا الشاحناتُ الطويلةُ
- في عددِ الشهداءِ الذين مضوا في رحابِ القنابلْ
- وفي عددِ الأصدقاءِ
- الذين مضوا في الطوابيرِ
- لكنني - والقصيدةُ لمْ ترها بعدُ عينُ الرقابةِ
- لا أخطيءُ الوجعَ المرَّ
- حين نمرُّ على وجلِ الأمهاتِ
- تسمّرنَ فوقَ رصيفِ المحطاتِ
- يسألنَ مَنْ يعبرون إلى الحربِ
- أن يأخذوا ليلهنَّ الطويلَ
- مناديلَ دمعٍ تضمّدُ جرحَ المسافةِ
- بين الرصاصةِ والدعواتِ
- يكابرنَ صبرَ السنينِ
- أمامَ الأسرةِ فارغة
- في مستشفياتِ الحروبِ [ يشرونَ فوقَ
- حبالِ الرياحِ شراشفَ مَنْ رحلوا كي تجففها
- للذين سيأتون عما قليلٍ]
- إلى أين تمضي بأعمارنا - غضةً -
- أيها الربُّ....
- سأكتمُ هذا الصراخَ بحنجرتي
- ريثما تفطرونَ على صحفِ اليومِ والشاي
- أكتبُ عن قمرٍ سيجيءُ
- وعن غيمةٍ عبرتْ قمحنا
- لتحطّ على جرحنا
- أربّتُ فوق مواجعكمْ
- كي أمرَّ كخيطِ القصيدةِ
- يلظمُ قلبي بالطرقات
- أخيطُ قميصَ المنافي على قَدِّ أحزانكمْ
- وأتركُ دمَّ قميصي الذي قُدَّ من قُبلٍ
- شاهدي ودليلي
- لدى كاتبِ العدلِ
- لمْ أنهزمْ ....
- أو أفرَّ كخيلِ بني العمِّ
- من ساحةِ الحربِ
- بيني وبين الرصاصِ مسافةُ صدقي
- وهذه القصيدةُ مبحوحةُ الصوتِ
- من فرطِ ما هرولتْ في الخنادقِ
- تصرخُ من فزعٍ وذهولْ:
- ـ أوقفوا قرعَ هذي الطبولْ
- مَنْ يمسحُ الآنَ عن قبوِ ذاكرتي
- صورَ الأصدقاءِ الذين مضوا في بريدِ المعارك
- بلا زهرةٍ أو نعاسٍ
- ولمْ يتركوا غيرَ عنوانِ قلبي
- أصدقائي الذين أضاعوا الطريقَ
- إلى دمعِهمْ والمنازلْ
- أصدقاءَ القنابلْ
- أنا شختُ قبلَ أواني
- ألمْ تبصروا رئتي سودتها الشعاراتُ لا التبغُ
- ألمْ تبصروا قامتي حدبتها خطى العابرين إلى
- الأوسمةْ
- آهِ... مما يكتّمُ قلبي ...
- وما تعلنُ الصحفُ والفتياتُ
- يراوغن نبضَ المحبِّ إلى مصعدِ الشقّةِ الفارهةْ
- سلاماً بلادَ السنابلْ
- سلاماً ... بلادَ الجداولْ
- سلاماً بلادي التي كلما حاصرتها القنابلْ
- حملتْ جرحَها رايةً لتقاتلْ
- ومالتْ على جهةِ الرومِ
- لا روم غير الذي تركَ الأهلُ في ظهرنا
- من طعانِ السنانِ المخاتلْ
المزيد...
العصور الأدبيه