الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> تساؤلات... >>
قصائدعدنان الصائغ
- نظرَ إلى الأفقِ.. طويلاً
- ياه.. منذ متى لمْ يتملَّ هذه الزرقةَ الصافيةَ
- منذُ كمْ وهو منسيٌ في هذا الشقِّ الأرضيِّ.. كقطرةِ مطرٍ
- من أجلِ أن يورقَ - ذاتَ ربيع -
- عشبُ الانتظارِ
- في الدربِ المؤدي إلى كلمةِ: سلام
- *
- أصغى إلى زقزقةِ النسغِ
- وهو يتصاعدُ من أعماقِ الأرضِ إلى حنجرةِ شجرةِ
- ياه.. منذُ متى سرقتِ الشوارعُ من جيبِ قميصِ طفولتهِ.. الغابات
- فنسي نبضَ الغصونِ في دمهِ
- وانشغلَ بالضجيجِ المتصاعدِ، من كلِّ شيءٍ:
- من ملعقةِ الطعامِ.. حتى مكيّفةِ الهواء ..
- آه…
- مَنْ يعيدُ للعالمِ غاباتهِ التي… ابتلعتها معاملُ المدينةِ..
- نظرتُ إلى شعرها الطويلِ.. طويلاً
- وتذكرتُ شلالاتِ بلادي
- تتساقطُ على دفاتري قصائدَ حبٍ
- ورأيتُ الأنهارَ تفيضُ على يدي
- بساتينَ فرحٍ، وسوابيطَ ضوءٍ
- ياهٍ.. منذ متى لمْ أقفْ على جسرِ الكوفة
- لأرى ظلالَ شعرها الطويلِ
- تتماوجُ على صفحةِ النهرِ
- وظلالَ بيتنا القديمِ
- تتماوجُ على مرايا ذكرياتي
- *
- نظرتُ إلى الأفقِ… ثانيةً
- ما زالَ فضاؤه اللامتناهي
- يفيضُ زرقةً هادرةً
- رغم سحابةِ دخانٍ أبيض
- كانتْ تشقُّ السماءَ نصفين:
- أوشكَ نصفها الأولُ أن يميلَ إلى الغروبِ
- تجرهُ سلاسلُ ظلامٍ خفيّة
- وتراءى من بعيدٍ قرصُ الشمس، معلّقاً بسنّارةِ الغسقِ
- فاصطبغَ الأفقُ بدمهِ المطلولِ...
- أما النصفُ الثاني فما زالَ ينبسطُ........
- بكلِّ عذوبةِ صيفِ الساعةِ السابعةِ عصراً
- بعد دقائق
- اختفى خيطُ الدخانِ الأبيضِ
- وعادتْ صفحتا السماءِ المشقوقة... للإلتئام
- ولكن الظلامَ بدأ يتسرّبُ رويداً ، رويداً
- بعد قليلٍ ستتصاعدُ قنابلُ التنويرِ...
- بعد قليلٍ ستتكاثفُ نظراتنا {الوجلة} إلى الأفقِ
- لننظر معاً عما سينجابُ ظلامُ المساء الطويل
- **********
المزيد...
العصور الأدبيه