الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> تداعيات رجل حزين في ليلة 9 آب 1983 >>
قصائدعدنان الصائغ
تداعيات رجل حزين في ليلة 9 آب 1983
عدنان الصائغ
- -1
- هل تبحثُ مثلي… في خارطةِ
- الكلماتِ المنسيّةِ عن وجهكَ
- هذا المغبرّ…
- من التجوالِ…
- وأتربةِ الغربةِ
- أمْ تبقى تحت رذاذِ الحزنِ… وحيداً
- - كشجيرةِ صفصافٍ يابسةٍ -
- تتسكّعُ بحثاً عن امرأةٍ… تؤويكَ
- بمنتصفِ العمرِ
- تقاسمُكَ الرغبةَ في تهذيبِ العالمِ
- بالكلماتِ
- أو الموت، وحيدَين،…
- على أرصفةِ الأشعارْ
- أيّ بلادٍ تعرفُ حجمَ حنينكَ في هذا القبوِ المظلمِ
- تعرفُ أنَّ الشرطي.....
- في ساحاتِ العالمِ
- يبقى أكثرَ ظلاً من كلِّ الأشجارْ
- *
- -2
- كلُّ همومِكَ... تغرقْ
- كلُّ حروفِكَ... تغرقْ
- كلُّ خرائطِ قلبِكَ... تغرقْ
- حين تكون أمامَ عيونِ امرأةٍ زرقاء
- فلا يطفو فوق الساحلِ غير جنونِكَ ...
- والزبدِ الأزرقْ
- *
- -3
- أعرفُ أني سأموتُ, بدون رثاءٍ،
- مجهولاً في أحدِ المنعطفاتْ
- لكنَّ قصائدَ قلبي ستظلُّ
- كجرحِ مسيحٍ –
- تنزفُ،
- … فوق صليبِ عذاباتِ الفقراء
- وتنمو،
- كظلالِ اليوكالبتوز
- بساحاتِ بلادي
- هل أملكُ غيرَ الشعرِ...
- فيا صافيةَ العينينِ…
- دعيني أمطرُ أشعاري فوق رصيفكِ
- قبلَ رحيلِ غيومي، نحو بلادٍ لا تعشقُ رائحةَ الأمطار
- ولمْ تفتحْ – يوماً – دفترَ أشعار
- ولمْ...!
- آهٍ.. يا صافيةَ العينين
- لماذا لا تفتحُ بعضُ المدنِ الحجريةِ...
- غاباتٍ للعشاق!؟
- وتفتحُ – كلَّ صباحٍ – زنزاناتٍ أخرى
- *
- -4
- هل يكفي – ما في العالمِ –
- من أنهارٍ؟
- كي أغسلَ أحزانَ يتيم
- هل يكفي ما في هذا العصرِ من القهرِ
- لأرثي
- موتَ الإنسانِ
- بعصرِ حقوق الإنسان!!؟
- *
- -5
- أتركُ متسعاً في صدري، لشجونٍ أخرى
- سوف تجيءُ
- فهذا الزمنُ الآتي ... لا يأتي
- - قلْ عني المتشائمَ -
- إلاّ بشجونٍ أخرى
- أتركُ متسعاً في آخرِ أوراقي..
- لقصيدةِ حبٍ.. قد تأتي
- فالكلماتُ – ككلِّ امرأةٍ تركتْ موعدَها وارتحلتْ –
- قد تأتي...
- أو.......
- لا تأتي
- *
- -6
- من أينَ يجيءُ الحزنُ
- وقلبي، أوصدتُ جميعَ نوافذِهِ
- لكنَّ الحزنَ... "لعينٌ"
- يتسلّلُ أحياناً بثيابِ امرأةٍ لا أعرفها
- أو بكتابٍ ممنوعٍ
- أو بمواويلِ الغربةِ في ليلةِ صيفٍ قمراء
- مَنْ ذا سأقاسمُهُ حزني... في هذي الساعةِ من آخرةِ الليلِ
- ولا شيء سوى مصباحي الواني,
- والبقِّ...
- وأحزانِ الدنيا تتكاثرُ كالطحلبِ,
- فوق ضفافِ دمي...
- هذا الآسنِ.. في الزمنِ الآسنِ
- لكني، لو أملكُ شيئاً غيرَ الشعرِ
- لأطفأتُ المصباحَ..
- ونمتْ!
- 9/8/1983 بغداد
- *********
المزيد...
العصور الأدبيه