الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> الوطن: شمس وطوابع بريد.. وأنتِ (2) >>
قصائدعدنان الصائغ
الوطن: شمس وطوابع بريد.. وأنتِ (2)
عدنان الصائغ
- - فصل ثانٍ -
- قلتُ لها:
- الصقي طوابعَ البريد على مظروفِ الغيمِ
- وابعثيهِ على عنوانِ أيّةِ دمعةٍ أو محطةٍ أو شجرةٍ
- لا بدَّ وأن يعودَ إلي
- لمْ تصدقني..
- وجلستْ على حافةِ البحرِ
- تترقبُ أسرابَ الطيورِ والمراكب
- وخطى ساعي البريدِ الكهلِ..
- قلتُ لها:
- انتظريني، سأعود من قطارِ الحربِ {المجنون}
- لاحدثكِ يا فرحي المخبولَ عن كلِّ ما جرى
- بالتفاصيلِ والقنابلِ والملاجيءِ الطويلة وسريري الوحيدِ والذكرياتِ والنسيانِ.
- ستمرُّ عليكِ أسرابُ النجومِ والذكرياتُ وظلالُ المدنِ
- ستمرُّ عليكِ الطائراتُ وقنابلُ التنويرِ المحنّطةُ..
- سيمرُّ عليكِ نخيلُ البصرة والقصيدةُ الأخيرةُ والجنودُ العائدون من الإجازاتِ القصيرةِ
- قلتُ لها انتظريني
- وجلستُ على حافة قلقي
- أترقّب خطى اشتياقكِ وهي تجوسُ أدغالَ قلبي
- وتقتربُ.. تقتربُ.. تقتـ..
- احذري أن تدوسي لغمَ أحزاني
- فلا طاقةَ لكِ على التشظّي…
- قلتُ لها:
- حضوركِ أقسى من الفرح
- كمْ هو قاسٍ فرحي بكِ
- يا واسعةَ العينين، يا واسعةَ القلبِ، يا ضيقةَ الصبرِ
- قلتُ لها:
- سأرهن نصفَ عمري لو تفهمين هذه المعادلةَ التي لا أفهمها
- أدمنتُ غيابَكِ حتى وأنتِ قربي
- ففيهِ أتأملكِ عن قربٍ
- وأكتشفُ أبعادَكِ.. وأبعادَ قلبي..
- لمْ تقلْ شيئاً..
- ولمْ أقلْ شيئاً..
- وافترقنا..
- *********
المزيد...
العصور الأدبيه