الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> المحطة الأخيرة >>
قصائدعدنان الصائغ
- المحطاتُ فارغةٌ
- والقطاراتُ قد رحلتْ، هكذا
- - بعد منتصفِ الليلِ -
- مثقلةً بالحنينِ المبلّلِ..
- وأنطفأتْ قبلاتُ المحبين،
- والعرباتُ الثقيلةُ...،
- والكلمات
- ولمْ يبقَ في البارِ إلايّ!
- إلاكِ...! في حببِ الكأسِ، طافيةً
- كدخانِ القطاراتِ بعد الرحيل
- ووحدي مع الحارسِ المتلفّعِ بالبردِ... دون قصيدة
- ووحدكِ كنتِ بلا موعدٍ
- تلوّحُ كفاكِ للوهمِ،
- للطرقاتِ البخيلةِ،
- للعابرينْ
- ما الذي – ياوحيدةُ – تنتظرينْ
- والقطاراتُ مرّتْ تعربدُ...
- لا شيءَ غير الضبابِ، ووجهي
- ومرَّ المحبون – تحتَ نوافذِ غرفتكِ الموصودةْ -
- وما تركوا غيرَ أزهارِهمْ، ذابلةْ
- ... وقصاصاتِ شِعرٍ بها تحلمينْ
- وها أنتِ – وحدكِ – فوق رصيفِ الحنينْ
- تقهقهُ خلفَ خطاكِ...
- رياحُ السنينْ
- زرعتِ على كلِّ دربٍ.. هواكِ
- انتظاراً حزينْ
- ولمْ يأتِ فارسكِ الحلو...
- لمْ يلتفتْ أحدٌ للرموشِ البليلةِ
- ما لوّحتْ – من خلالِ الزجاجِ المضبّبِ – كفٌّ إليكِ
- فلمَنْ كنتِ واقفةً...
- في الرصيفِ المقابلِ حزني..؟
- ووجهكِ هذا الوحيدُ، الحزينُ، يطاردني
- في المقاهي القديمةِ،
- ... والطرقاتْ
- ويتركني حائراً كالقصيدةِ
- أبحثُ عن أيِّ بارٍ بحجم حنيني
- *
- المحطاتُ قد أقفرتْ
- ... ربما لا يعودُ القطار
- وتبقين والريحَ...
- والساعةَ الواحدةْ
- وماذا بليلِ المدينةِ..
- غير نباحِ الكلابِ..
- وصافرةِ الحارسِ الكهلِ..
- والريحِ..
- والعائدين من البارِ مثلي
- بلا شقةٍ أو صديقةْ
المزيد...
العصور الأدبيه