الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> المحذوف من رسالة الغفران >>
قصائدعدنان الصائغ
المحذوف من رسالة الغفران
عدنان الصائغ
- مستلقياً على ظهري
- أحدّقُ في السماءِ الزرقاء
- وأحصي كمْ عددَ الزفراتِ التي تصعدُ إلى الله كلَّ يومٍ
- وكم عددَ حبات المطر التي تتساقطُ من جفنيهِ
- أديرُ قرصَ الهاتفِ
- وأطلبهُ
- تردُّ سكرتيرتهُ الجميلةُ
- إنه مشغولٌ هذه الأيام
- إلى أذنيهِ
- بتقليبِ عرائضكم التي تهرأتْ من طولِ تململها في المخازن
- يا سيدتي أريدُ رؤيتَهُ ولو لدقيقةٍ واحدةٍ
- ما منْ مرة
- طلبتهُ
- وردَّ علي
- أريدُ أن أسألَهُ قبلَ أنْ أودّعَ حياتي البائسة
- وقبل أنْ يضعَ فواتيرَهُ الطويلةَ أمامي:
- يا الهي العادل
- أمن أجلِ تفاحةٍ واحدةٍ
- خسرتُ جنانَكَ الواسعةَ
- أمن أجلِ أن يسجدَ لي ملاكٌ واحدٌ
- لم يبقَ شيءٌ في التاريخ إلا وركعتُ أمامه
- ..............
- يا أبانا…
- يا أبانا الرحيم
- أعرف أنكَ لنْ تضحكَ على ذقوننا مثلهم
- لكني مهانٌ ويائس
- أريدُ شبراً من هذه الأرضِ الواسعةِ أضعُ عليه رأسي ونعالي وأنام
- أريد رغيفاً واحداً من ملايين السنابل التي تتمايس أمامي كخصورِ الراقصات
- …………
- ......
- أجلسُ أمامَ بابِ مسجدِ الكوفة
- أجلسُ أمامَ كنيسةِ لوند
- أجلسُ أمامَ حائطِ المبكى
- أجلسُ أمامَ معبدِ بوذا
- ضاغطاً راحتي على ركبتي
- وأحصي كمْ يصعدون، ظهورَنا المحدودبةَ كالسلالم
- وكم ينزلون
- ومع هذا
- لا أحد يلتفتُ إلى دموعنا المنسابةِ كالمزاريب
- أريدُ أن أصعدَ يوماً إلى ملكوته
- لأرى..
- إلى أين تذهبُ غيومُ حشرجاتنا
- وهذه الأرض التي تدور
- بمعاركنا وطبولنا وشتائمنا واستغاثاتنا
- منذ ملايين السنين
- ألمْ توقظْهُ من قيلولتِهِ الكونيةِ
- ليطلَّ من شرفتِهِ
- وينظر لنا
- مَنْ يدري
- ربما سئمَ من شكوانا
- فأشاحَ بوجههِ الكريم
- ونسينا إلى الأبد.
- أحلمُ أن أركلَ الكرةَ الأرضيةَ بحذائي المثقوب
- ولا أدعها تسقطُ
- حتى أعيدها إليه
- كي يجيبني
- بعيداً عن جمهرةِ المفسرينِ والدراويش والوعّاظ:
- إذا كنتَ وحدكَ مالكَ الغيب..
- ولمْ تفشِ أسرارَكَ لأحدٍ
- فكيف علمَ أبليس
- بأني سأعيثُ في الأرضِ فساداً
- .......
- وإذ كنتَ حرمتني
- من دمِ العنقودِ
- فلماذا أبحتهُ لغيري
- ..........
- وإذا كان الأشرارُ لمْ يصعدوا إلى سفينةِ نوح
- وغرقوا في البحرِ
- فكيفَ امتلأتِ الأرضُ بهم ثانيةً
- .............
- و "إذا السماء انشقّتْ ، وأذِنتْ لربها وحُقّتْ ، وإذا الأرضُ مُدّتْ ، وألقتْ ما فيها وتخلّتْ"..
- فأين ستذهب لوحات فان كوخ،
- وقصائد المتنبي،
- ومسرحيات شكسبير،
- ونهج البلاغة،
- وسمفونيات موزارت
- وما الذي سنجده في متاحفِ الجنة..
- ..............
- وإذا كنتُ سأجدُ في فراديسك الواسعة
- حبراً
- وخمراً
- وصفصافاً
- فهل أستطيعُ نشرَ قصائدي
- دونَ أن تمرَّ على رقيبٍ
- .............
- وإذا أنكحتني
- عشرةَ آلافِ حورية عين….
- فماذا ستترك لحبيبتي
- و…..
- و………
- …….
المزيد...
العصور الأدبيه