الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> العبور إلى المنفى >>
قصائدعدنان الصائغ
- أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
- هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
- وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
- بنصفِ قلب
- تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
- يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
- تسألني بألمٍ وذهول
- لماذا أصابعي متهرئة
- كخشب التوابيت المستهلكة
- وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
- فأحدّثها عن الوطن
- واللافتات
- والاستعمار
- وأمجاد الأمة
- والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
- فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
- وفي الركنِ الآخرِ
- ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
- المغطاة بالثلج ...
- وطني حزينٌ أكثر مما يجب
- وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
- سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
- رافعاً ساقيَّ أمام المارة
- لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
- التي أوصلتني إلى هنا
- ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
- وإنما تأريخ قهر
- حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
- والخطابات ....
- .. وسجائر اللف
- حيث نقف أمام المشانق
- نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
- ونصفقُ للحكّام
- .. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
- حيث الوطن
- يبدأ من خطاب الرئيس
- .. وينتهي بخطاب الرئيس
- مروراً بشوارع الرئيس ، وأغاني الرئيس ، ومتاحف الرئيس ، ومكارم الرئيس ، وأشجار الرئيس ، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس ، وإسطبل الرئيس ، وغيوم الرئيس ، ومعسكرات الرئيس ، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس ، وأنواط الرئيس ، ومحظيات الرئيس، ومدارس الرئيس ، ومزار
- ستحدق طويلاً
- في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
- وتسألني من أي بلادٍ أنا ...
- * * *
المزيد...
العصور الأدبيه