الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> الجنوب >>
قصائدعدنان الصائغ
- تنأى المنازلُ
- تنأى الحقولُ اليبيسةُ
- خلفَ زجاجِ قطارِ الحروبِ الأخيرِ
- وتنأى المسافاتُ بين النوافذِ والقلبِ
- حتى كأنَّ النجومَ أزاهيرُ ذابلةٌ
- تتساقطُ من شرفاتِ العماراتِ
- لكنكَ الآن لصقَ الزجاجةِ
- ترقبُ موتَ الشوارعِ في فضلةِ الكأسِ
- ترقبُ موتَكَ منحشراً – كاليتامى – بمظروفِ قنبلةٍ
- تتراكضُ، حاسرةَ الرأسِ، شعثاءَ…
- تعثرُ بالطيِن والشهداءِ
- وتقفزُ فوقَ الملاجيء، كي تسبقَ العجلاتِ إليكَ، … فتجفلُ
- يا أيها العاشرُ المرُّ
- يا كأسُ …
- خذني إلى أيما جهةٍ
- لا نرى موتَنا لصقنا
- أيها الواحدُ المرُّ
- يا قلبُ ..
- يا صاحبي في التشتّتِ
- بين المنافي: البلادُ على بُعْدِ 5 طوابع من غربتي
- وضحكتها في شريطِ المسجّلِ
- والياسمينُ المعرّشُ أسفلَ أحلامِنا يتفتحُ من مطرٍ أسود
- ما الذي ترتجي؟
- النوافذُ أوصدها البردُ والطائراتُ
- وتلكَ التي رحلتْ في قطاراتِ الجنوبِ إلى زوجِها الفظِّ
- قصَّ الرقيبُ ضفائرَها
- فوقفتُ وحيداً، أمامَ مرايا دمي
- ألملمُ أطرافَ خصلتِها
- عن غيومي التي ثقّبتها الشظايا
- تسيلُ على شرشفِ الطاولةْ
- فيمسحها - عجلاً – نادلُ البارِ
- وهو يعدُّ لزوجكِ كأساً مثلجةً
- …… ولقلبي فاتورةَ الدمعِ
- يا أخوتي في الجنونِ
- ارحموا شاعراً، ضيّعتهُ أغانيه
- يا أخوتي في الجنوبِ
- ارحموا نخلتي
- كان لي ظلها وطناً
- كان لي تمرها خمرةً
- كان لي شعرُها المتطاولُ حتى تخومِ القصيدةِ
- منتجعاً للحنين
- كان لي..
- آهِ، ما كان لي أنْ أغادرَ مرجَ الطفولةِ
- نحو المدينةِ
- ما كان لي أنْ أبدّلَ زقزقتي برباطِ الوظيفةِ
- ما كان لي ..
- أنْ استعيضَ عن النهرِ
- ما كان لي، …
- ولكنهم أوصلوني لهذا الخرابِ
- وقالوا: اكتبِ الآنَ عن شعرِ سيدةٍ
- يتناثرُ حتى تخومِ البنوكِ
- اكتبِ الآنَ عن شقةٍ لستَ تملك إيجارها
- ورصيفٍ تقاسمهُ أثرياءُ الحروبِ
- لا
- إنني أستميحكمُ – لحظةً –
- أيها المحتفونَ أمامَ القصيدة
- لأقيءَ على كلِّ هذا الذي [.. سمْهِ أنتَ ما شئتَ]
- لكن لي وطناً من أغانٍ وقمحٍ
- لنْ أبدّلَهُ بعمارتكمْ
- أستميحُ الوطنْ
- – لحظةً –
- وهو يجلسُ – كالدمعةِ – القرفصاءَ
- على عتبةِ العين
- لألملم عن شرفةِ الذاكرة
- حبالَ غسيلِ القنابلِ
- تقطرُ بالدمِّ
- نفتحُ قمصانَ أيامنا، هكذا، للرياحِ … تجففها
- ثم نمضي …
- نشقُ دروبَ المدينةِ بالثرثراتِ
- وبالدهشةِ البكرِ
- [تعلو … العمارات، .. تعلو.. وتعلو …
- – لا مباليةً – فوق أنقاضنا
- ما الذي نفعلُ الآنَ،
- أسفلَ جدرانها
- هل نبيعُ السجائرَ …
- ما هكذا …
- يا مدينةُ …
- تنسينَ عمري الذي سرقتْ نصفَهُ الحربُ
- ما هكذا، يا مدينةُ تنسيَن أحزانَنا
- والوجوهَ التي غيبتها الخنادقُ
- ما هكذا، يا مدينةُ … نحن طعامَ المعارك
- كمْ صدحتْ في الأناشيدِ أسماؤنا
المزيد...
العصور الأدبيه