الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> البحث عن عنوان >>
قصائدعدنان الصائغ
- خذْ ثمانيةَ أعوامٍ من عمري، وصفْ لي الحرب
- خذْ عشرين برتقالةً، وصفْ لي مروجَ طفولتي
- خذْ كلَّ دموعِ العالمِ، وصفْ لي الرغيف
- خذْ كلَّ زهورَ الحدائقِ، وصفْ لي رائحةَ شعرها الطويل
- خذْ كلَّ البنوكِ والمعسكراتِ والصحفِ، وصفْ لي الوطن
- خذْ كلَّ قصائدَ الشعراءِ، وصفْ لي الشاعر
- خذْ كلَّ نيونِ مدنِ العالمِ وشوارعها الصاخبةِ،
- وصفْ لي لذةَ التسكّعِ على أرصفةِ السعدون
- خذْ كلَّ شيءٍ، كلَّ شيءٍ...
- وصفْ لي نسيمَ بلادي
- أما أنا فغير محتاجٍ لكلِّ هذا...
- تكفيني قنينةُ حبرٍ واحدةٌ لأضيءَ العالم
- يكفيني رغيفٌ ساخنٌ من تنورِ أمي
- لأتأكدَ من حداثتي
- أقرُّ أن الكلماتِ امتدادٌ لأصابعي
- وأن الحدائقَ امتدادٌ لشعرها الطويل
- أقرُّ أن القنابلَ علمتني الكثيرَ
- أقرُّ أن القنابلَ مسحتْ الكثيرَ من أحلامي أيضاً
- أقرُّ أن القنابلَ لا تكذبُ {كما تفعلُ البياناتُ والقادة}
- خذْ إذن كلَّ القنابلِ وصفْ لي بشاعةَ الحربِ
- خذْ كلَّ نزيفِ الحربِ... وصفْ لي سلامَ بلادي
- أما أنا فغير محتاجٍ لكلِّ هذا
- يكفيني أن أضعَ يدي في جيوبِ بنطالي
- وأتمشى في الشوارعِ المشمسةِ
- أصفرُ للأشجارِ والعابراتِ والبناياتِ العاليةِ وبائعي الصحفِ
- لأتأكد من نهايةِ الحربِ...
- يكفيني أن يخطيءَ ساعي البريد عنواني
- فأتذكّرُ عشرات القنابلِ التي أخطأتْ عنواني
- (أعرف أيضاً أن عنواني كثيراً ما ضاع في زُحمة أرقامكِ والأسماءِ والعناوين السريعةِ
- فما عدتِ تتذكّرينه كثيراً..
- أما أنا فما أن أضعَ أطرافَ أصابعي
- على جانبي الأيسر
- حتى تدلّني أنفاسُ الدروبِ عليكِ...)
- **********
المزيد...
العصور الأدبيه