الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> قراءة في وجة امرأة شو هاء..! >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- بدت بوجهٍ قبيح اللّونِ محروق ِ
- وقد علتْ فيه أصواتُ المساحيقِ
- وقد جرتْ فيه للأصباغ معركةٌ
- عنيفةٌ واعتلى صَوتُ البطاريقِ
- لها فمٌ واسعُ الشّدقين تملؤه ُ
- أسنانُ غُولٍ فلا تسأل عن الرّيقِ
- ولا تسلْ عن جبين ٍ بارزٍ رسَمَتْ
- فية الخيانةُ تكذيبَ المواثيقِ
- ولا تسلْ عن لسانٍ ساءَ منطقهُ
- إذا تحدّث ألغى صَرْحَهَ البوقِ
- لصوتها غنة شوهاء مؤذية
- كأنما قد أصيبت بالخوانيق
- رنَتَ بعينين كالثقبينِ قد مُلئا
- غَدراً ، وقد عانتا من شدةِّ ِ الضّيق ِ
- كأنما رُبطتْ أطرافُها ، فبدتْ
- كعين إبليسَ في جَفْن ٍ وفي مُوْق ِ
- أهدابُها كغصون ِ الشّوك ِ أظهرها
- فَصْل ُ الخريف ِ بلا زَيْف ٍ وتزويق
- ِ
- بيضاءُ لكنّها سوداءُ قاتمة ٌ
- لمن يراها بعين ٍ ذات ِ تدقيق ِ
- تمشي فتحسب أنّ الخُبْثَ في جسد ٍ
- يمشي أمامك مفتوحَ المغاليق ِ
- حديثُها كذبٌ مَحضٌ ، حقيقتُه
- مأخوذة ٌ من أباطيل الغرانيق ِ
- تُباع في كلّ سوقٍ للضلالِ ، فلا
- تسأل عن التاجر الكذّاب والسوق
- ولا تَسَل عن دنانيرٍ مزوّرة ٍ
- وعن عُقودٍ جرتْ من غير توثيق ِ
- وعن سماسرة ٍ باعوا ضمائرهم
- وذوّبوا العقل في نار الأباريق ِ
- خبيرة في ادّعاء ِ العدل جاهدة ٌ
- في وَصْفِ آثارِه من غير تطبيق ِ
- تُبدي خصالاً من الإيمان كاذبةً ً
- وفي مشاعرها إحساسُ زنديق ِ
- سمعتُ عنها حديثَ المُعجبين بها
- ومَنْ يُلاقون دَعواها بتصفيق ِ
- سمعتُ عنها حديث َ العاشقين لها
- فَاستْفَْت ِ عن عاشقٍ لاه ٍ ومعشوق ِ
- أتيتُها وظلام الليل يلعنها
- مما يشاهد من فسق ٍ وتَلفيق ِ
- أتيتها فإذا همّي يحاصرني
- كأنني طائرٌ في بطن صندوق
- ِ
- يا هَمُّ قاسمتَني ليلي سلكتَ إلى
- أعماق نفسي طريقاً غيرَ مطروق ِ
- مَنْ دلّ ركبكَ ، من أعطاكَ تذكرةً
- على " خطوطِ " لأسى القاسي لتطويقي ؟
- مَنْ هذه المرأةُ الشّوهاءُ ، أحسبُها
- وقد تراءت أمامي ، شّر مخلوقِ ؟
- بدتْ أمامي بسمْتٍ لا نظيرَ له
- الوجه مُستْحدَثٌ والعقلُ إغريقي
- أجابني ساخراً مني : أتجهلُها
- هذي العظيمةُ ذاتُ الخيل والنّوق ِ
- هذي التي تتغنّى بالسّلام ولا
- يهزّها أنْ ترى مليونَ مَسْحوق ِ
- وتدعّي أنّها ترعى العبادَ ، وكم
- مُجنْدلٍ بين رجليها ومخنوق ِ
- هذي التي يعرض الإعلامُ صورتَها
- فَثوبُها أبيض الأكمام والزّيقِ
- لها جواسيسُها في كلّ ناحية ٍ
- فلا تسلْ عن إشاراتٍ وتحديق ِ
- ولا تسلْ عن سؤالات ٍ موجّهةٍ
- إلى الضّحايا وأوراقٍ وتَحقيق ِ
- تغزو الفضاءَ غروراً، لا تريد به
- إلا التسابقَ في مَلِْ الصناديق ِ
- هذي العظيمة ُ – ياهذا – فألجمنَي
- صمتي ، لما أدركته ريقي
- ِ
- بَرئْتُ منها ( ولن ترضى ) تؤكدُ لي
- أن البراءةَ منها فِعلُ صدّيق ِ
المزيد...
العصور الأدبيه