الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبدالوهاب زاهدة >> سجدة كربلاء >>
قصائدعبدالوهاب زاهدة
- كفكفْ دموعَكَ ليسَ ينفعُكَ البكاءْ
- واستمطرِ الإنقاذَ من ربِ السماءْ
- أوقفْ نزيفكَ فالمَدى يلدُ المدى
- وأمامَكَ الأيامُ أخْذٌ مع عَطاءْ
- فإذا كبوتَ فإنّ جُرحَكَ عابِرٌ
- عُد للوثوبِ وللتمرتسِ بالرجاءْ
- في كفّها بغدادُ سيفٌ صارمٌ
- مُتَحرقٌ شوقاً لساحاتِ الفداءْ
- يا إبنَ الفراتِ لديكَ بابِلُ وحدها
- أعجوبةُ الدنيا وإبداعُ الذكاءْ
- فيها الثرى مخضوضرٌ ومعطرٌ
- فلأنتَ أوّلُ من تعالى للسماءْ
- ولأنتَ من خطّ الحروفَ معلّما
- ولأنتَ من وضعَ القواعدَ للقضاءْ
- العدلُ عندكَ .. كلُّ عينٍ مثلُها
- من يعتدي صبحاُ يجازى في المساءْ
- فاشحذْ لهم نصلاً لثأرٍ قادِمٍ
- فالربُّ يُمهِلُ والخواتمُ للإباءْ
- ها هم جدودُكَ .. كالكواكبِ شعلةٌ
- هذا هو العباسُ رَمزٌ واقتداءْ
- هذا الحسينُ بنورِه وجلالهِ
- مشتشهَدٌ متجددٌ يُضفي سناءْ
- سلّّمْ على العتباتِ في نجفِ الألى
- ما صدَّهُم ضيمٌ ولا حتى إبتلاءْ
- يا أبنَ الذين تطايرتْ أشلاؤهم
- من فوقِ دجلةَ والنخيلِ وكربلاءْ
- كي ينسجوا بدمائهم راياتِهم
- جفَّ الزمانُ ولم تجفَّ لهم دماءْ
- في كلِّ شبرٍ بالعراقِ مُحدّثٌ
- الأرضُ تبقى .. والطغاةُ إلى فَناءْ
- من ها هنا عبرَ المغولُ وغيرُهم
- والرافدانِ مُخلّدانِ على سَواءْ
- وأبو حُنيفةَ .. هل تٌرى يروي لنا ؟
- كيفَ إتّقتْ بغدادُ ألوانَ العداءْ
- وأبو الفراتِ بشعرِهِ وقصيدِهِ
- لو ظلَّ حياً .. هل يمرُّ بلا رثاءْ
- اللهُ أكبرُ يا عراقُ على العدى
- إربيلُ يدفعها البلاءُ إلى بلاءْ
- والكرخُ في حزنٍ محالٌ وصفُهُ
- كركوكُ تنزفُ لا فراشَ ولا غطاءْ
- بغدادُ نجوانا وقرّةُ عيننا
- من غيرِها الدنيا .. خَواءٌ في خَواءْ
- الأرضُ من دونِ العراقِ خَرابةٌ
- فهي الشذى وهي الندى .. وهي البهاءْ
- وبها العروبةُ رُسِّختْ أمجادُها
- لا بالكويتِ ولا بأبناء البغاءْ
- ما أنجبتَ إلا خيولَ معامعٍ
- لا رهطَ كازٍ يُحسبونَ كما الإماءْ
- فلها المشارفُ والمطارفُ كلها
- ولها الحدائقُ والبيارقُ والثناءْ
- أما الذينَ تمرغوا بأنوفِهم
- فالطوزُ يذروهم كما يُذرى الحذاءْ
- يبقى العراقُ مليكَهم وأميرَهم
- فهي المشيئةُ للورى .. واللهُ شاءْ
المزيد...
العصور الأدبيه