قصائدعبدالله البردوني



حين يصحو الشعب
عبدالله البردوني



  • أعذر الظلم و حمّلنا الملاما

  • نحن أرضعناه في المهد احتراما

  • نحن دلّلناه طفلا في الصبا

  • و حملناه إلى العرش غلاما

  • و بنينا بدمانا عرشه

  • فانثنى يهدمنا حين تسامى

  • و غرسنا عمره في دمنا

  • فجنيناه سجونا و حماما

  • ***

  • لا تلم قادتنا إن ظلموا

  • و لم الشعب الذي أعطى الزماما

  • كيف يرعى الغنم الذئب الذي

  • ينهش اللّحم و يمتصّ العظاما

  • قد يخاف الذئب لو لم يلق من

  • نلبه كلّ قطيع يتحامى

  • و يعفّ الظالم الجلّاد لو

  • لم تقلّده ضحاياه الحساما

  • لا تلم دولتنا إن أشبعت

  • شرّه المخمور من جوع اليتامى

  • نحن نسقيها دمانا خمرة

  • و نغنّيها فتزداد أواما

  • و نهنّي مستبدا ، زاده

  • جثث القتلى و أكباد الأيامى

  • كيف تصحو دولة خمرتها

  • من دماء الشعب و الشعب الندامى ؟

  • ***

  • آه منّا آه ! ما أجهلنا ؟ !

  • بعضنا يعمى و بعض يتعامى

  • نأكل الجوع و نستسقي الظما

  • و ننادي " يحفظ الله الإماما "

  • سل ضحايا الظلم تخبر أنّنا

  • وطن هدهده الجهل فناما

  • دولة " الأجواخ " لا تحنو و لا

  • تعرف العدل و لا ترعى الذماما

  • تأكل الشعب و لا يسري إلى

  • مقلتيها طيفه العاني لماما

  • و هو يسقيها و يظمى حولها

  • و يغذّيها و لم يملك طعاما

  • تشرب الدمع فيظميها فهل

  • ترتوي ؟ كلّا : و لم تشبع أثاما

  • عقلها حول يديها فاتح

  • فمه يلتقم الشعب التقاما

  • ***

  • يا زفير الشعب : حرّق دولة

  • تحتسي من جرحك القاني مداما

  • لا تقل : قد سئمت إجرامها

  • من رأى الحيّات قد صارت حماما ؟

  • أنت بانيها فجرّب هدمها

  • هدم ما شيّدته أدنى مراما

  • لا تقل فيها قوى الموت و قل :

  • ضعفنا صوّرها موتا زؤاما

  • ***

  • سوف تدري دولة الظلم غدا

  • حين يصحو الشعب من أقوى انتقاما

  • سوف تدري لمن النصر إذا

  • أيقظ البعث العفاريت النياما

  • إنّ خلف اللّيل فجرا نائما

  • وغدا يصحو فيجتاح الظلاما

  • و غدا تخضرّ أرضي ، و ترى

  • في مكان الشوك وردا و خزامى



أعمال أخرى عبدالله البردوني



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك