الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> طلعت سقيرق >> وكان عليك أن تختار >>
قصائدطلعت سقيرق
- وكان عليكَ أن تمضي
- طويلاً مثلما الأشجارْ
- جميلاً مثلما الأمطارْ
- وكان عليكَ أن تختارَ
- هذا الدربَ أن تختارْ
- / هنا داري
- سقيتُ الكرمةَ الأولى
- وكنتُ الأرضَ والميلادْ
- هنا غنيتُ آلافاً من المراتْ ..
- هنا نامتْ على زندي
- عيونُ الفجر في حيفا
- وكانت دائماً حيفا
- تخبئني بعينيها
- وتنشدُ أجملَ الأشعارْ /
- وكانَ عليكَ أن تختارَ
- أن تختارْ
- طلوع الفجرِ
- أغنيةَ الربيعِ الحلوِ .. أن تمضي
- إلى يافا ..
- إلى حيفا ..
- وكانت أرضك السمراءْ
- تزيح القلب تسكبهُ
- على خطواتكَ البيضاءْ
- على خطواتك الحمراءْ
- والحمراءِ .. والبيضاءْ
- / سلاماً يا جذور القلبِ
- يا وجهي
- وتاريخي
- وكلّ غدي
- سلاماً كيف حال الدار في حيفا
- وكيف الدرب والتذكار في يافا
- سلاماً يا نهار القلبِ في صفدِ
- سلاماً يا جذورَ العمرِ يا بلدي /
- وكان عليكَ أن تمضي
- وأن تمضي
- يداكَ قوافلُ المطرِ
- خطوط جبينكَ المشدودِ
- قاماتٌ من الشجرِ
- وبينَ الصدرِ والصدرِ
- يجيء الزعتر البلديُّ والزيتونُ
- مشتاقاً ..
- ومنهدّاً من الأسرِ
- وكنت تريد أن تمضي
- وأن تمضي
- وأن تمضي
- / هي الأرض التي شدّتْ على قلبي
- وكانت عرسيَ الأبديَّ
- من دربٍ .. إلى درب
- هي الأرض .. التي شدّتْ /
- * * *
- هنا حيفا
- أحدّثكم عن الوجه الذي صلى على كتفي
- عن الصخرهْ
- عن الزهرهْ
- أحدّثكم عن الجمرهْ
- رصاصات يوزّعها ..
- توزّعهُ …
- وكان عليهِ أن يختارَ
- أن يختارْ
- أراهُ الآنَ في صدري
- وفي صوتي
- طويلاً مثلما الأشجارْ
- جميلاً مثلما الأمطارْ
- * * *
- هنا عكا /
- يمرُّ .. ومرَّ في قلبي
- يلوّنُ فجرنا القادمْ
- بكلِّ مواسمِ الشمسِ
- وما زالت يداه هنا
- على حجرٍ
- وفي حجرٍ
- وفي كلّ الزنودِ السمرِ ترفعهُ
- ويرفعها
- ويطلعُ صوتهم .. قاومْ ..
- ويكبر صوتهمْ .. قاومْ ..
- * * *
- / هنا الضفهْ /
- أحدثكمْ
- عن الأرض التي شربت حدودَ القلبِ وانتشرت على
- زنديهْ ..
- وكان يلمّ أغنية عن الأشجار يطبعها على
- شفتيهْ ..
- أحدثكم …
- رأيت الفجر مرسوماً وكان يطلّ من
- عينيهْ …
المزيد...
العصور الأدبيه