الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> طلعت سقيرق >> تتمخض الأرض الغمام >>
قصائدطلعت سقيرق
- إنَّ البلابلَ تستحثُّ الآنَ أوتارَ الغناءْ
- شجرٌ وشيءٌ من يديكَ على الطريقْ
- وأنا رصيفُ البرتقالْ
- وقفتْ أريحا في صفدْ
- وتعانقتْ مدنُ البلدْ
- كانت خديجة تكتبُ الوطنَ الكبيرَ على النوافذِ
- واشتعالاتِ الصباحْ
- تفّاحة للقدسِ حيفا
- ورجا يغنّي للربيعِ نشيدَهُ
- الأرضُ قافيةٌ وما بينَ الدماءْ
- هذا صباح الخير والوطن الحبيبْ
- لحجارةٍ في الضفّةِ انتشرتْ يداهْ
- ومنَ الأصابعِ للأصابعِ كانت الأشجار تأتي
- ورجا يغنّي
- لحجارةٍ في الضفةِ انتشرتْ يداهْ
- وعلى المدى كان الجنودُ يوزّعونَ رصاصهمْ
- يتصايحونَ .. ويقتلونَ .. ويقتلونْ
- كانتْ خديجةُ تشعلُ الأحجارَ ترسلها
- قنابلْ ..
- يا ليلُ .. إنَّ الليلَ زائلْ ..
- كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..
- والطرقاتُ تغلي ..
- ورجا يقاتلْ ..
- الأرضُ أرضي والبلادْ ..
- سقطتْ خديجةُ في جفونِ البرتقالْ
- كانَ الجنودُ يوزّعونْ
- ورجا يحبّ التربةَ السمراءَ يعبدها ويأتي
- كانتْ خديجةُ والظلالْ
- يأتي ويأتي .. ثم .. يأتي
- عرسٌ هي الأرض النشيدْ
- وزنودهمْ ..
- كانتْ على الطرقات تغلي
- عرسٌ هي الأرض النشيدْ
- ومنَ الوريدِ إلى الوريدْ
- كانتْ توزّع وجهها
- الكرملُ الآنَ الخليلْ
- يافا تشدّ يدَ الجليلْ
- ومن الطريق إلى الطريقِ تدفق الوطن الكبيرْ
- اليومَ يومُ الأرضِ فاقرأْ …
- لفّتْ على الجذرِ العميقِ رجالَها ..
- راحت تدقّ الفجرَ فانفتحَ النشيدْ ..
- قال الصغير لأمّه ِ
- يا أمّ لون الشمسِ أحلى
- والبرتقالُ اليوم أطيبْ
- وتدفّقَ الولد الصغير على الطريقْ
- كانت جذوع السنديانْ
- قال الصغير لأمهِ
- إنّ الجذوعَ اليومَ أصلبْ ..
- كانَ الجنودُ يوزّعونَ الموتَ ..
- وارتطموا ..
- ضحك الصغير لأمّه ِ
- ضمّتهُ فانتشرت يداهْ ..
- * * *
- تتمخَّضُ الأرضُ الغمامَ على النشيدْ
- هذا أوان الشدِّ .. فامتدّي
- يتأخر الشهداء في حفظ التفاصيل
- الصغيرةِ
- يحفظونَ الآنَ أسماءَ البلادِ جميعها
- وجميعَ أسماءِ السنابلْ
- كانتْ خديجةُ تدخل القمح المعبَّأَ بالغد الآتي
- وترحلُ في زغاريد البلادْ
- يتأخّر الشهداء في حفظ التفاصيل الصغيرة ..
- يرحلون الآنَ في دمهمْ ..
- وتطلعُ طرحةُ العرسِ الحكايا ..
- قبلة ً بينَ النشيد وبينَ رائحة الترابِ ..
- وبينَ شعبٍ لا يساومْ
- برتقالات ٍ رحلنَ إلى الموانئ فاختصرنَ
- الموجةَ َ الأولى ..
- ذراعاً .. كانت الأشجار تضحكُ
- أو تغنّي حلمها ..
- واشتدَّ في الشهداء نبض الأرضِ
- فانتصبتْ ..
- لهم زيتونة في الدار ما جفّتْ
- تصبّ الزيتَ فوق يدينِ آتيتين من منفى
- وعرس الأرض طرحتهم ..
- وكان نشيدهم أعلى من الطرقاتِ
- من قاماتِ هذا الليلِ ..
- من حقدٍ يحاصرهمْ ..
- * * *
- قال الصغير لأمّهِ ..
- وقفتْ أريحا في صفدْ ..
- وأنا أحبّ التربةَ السمراء يا أمي
- الكرملُ الآنَ الخليلْ
- يافا تشدّ يد الجليلْ
- الشمس أحلى ..
- والبرتقال اليوم أطيبْ
- الشعبُ كان على الطريقْ
- ما زال يمضي ..
- يمضي ويمضي .. ثم يمضي ..
- ضحكَ الصغير لأمّهِ ..
- ضمتهُ فانتشرتْ يداهْ ..
المزيد...
العصور الأدبيه