الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> صلاح عبدالصبور >> القديس >>
قصائدصلاح عبدالصبور
- إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى
- كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي
- إلي ، أليّ
- لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه
- بطيش زماننا الممراح
- نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي
- ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا
- إلي إلي
- أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي
- حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله
- سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق
- وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا
- وحنّ الصدر للمرفق
- وداعبت الخيالات الخليينا
- ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق
- وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس
- لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس
- وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام
- وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام
- وقالت:
- بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان
- وأن حفيف هذا النجم موسيقى
- وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف
- و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف
- وأن الله قد خلق الأنام ، ونام
- و أن الله في مفتاح باب البيت
- ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه
- لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها
- كذلك كنت
- وذات صباح
- رأيت حقيقة الدنيا
- سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى
- رأيت الله في قلبي
- لأني حينما استيقظت ذات صباح
- رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي
- و نفس الضحى الفواح
- خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق
- وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق
- وفي لحظة
- شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس
- شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه
- شعرت بأنني أصبحت قديساً
- وأن رسالتي ..
- هي أن أقدسكم.
المزيد...
العصور الأدبيه