الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> منازل >>
قصائدسيف الرحبي
- إلى ابي تمام
- منازلُ كبيرةٌ يرتادُها الفتى
- منازلُ مبعثرةٌ في قارات ومدنٍ
- وعلى منعطفات حروبٍ وجبال
- منازلُ تضيئُها الشموعُ وأخرى تعطسُ
- فيها الحيتان
- تمتدُ من قصبة الجزائر حتى القطب الغامض
- وبلاد الغال.
- منازلُ تدحرجُ سكّانها في الأحلام
- وترعى قطعان الماشية
- في حقولٍ جافة.
- لا تستوي على الهضبات،
- إلا حين تضيئها عيونُ الثعالب
- القادمة من التلال.
- منازلُ الهاوياتِ المشطورة
- بأقمارٍ غزيرةٍ.
- نحن الذين خَبرنا غرفها وغيابها الأكيد
- لا نستطيعُ الذهاب في الكلام،
- أبعد من القول:
- مرّت قوافلُ من هنا
- أو سالت بطاحٌ،
- أو نتحدثُ عن معركة الجيرانِ
- وغزوة الذئاب
- وذلك الجراد،
- الذي بدأت طلائعُه مع فجرٍ شتائي
- ومع غجرٍ عابرين.
- نحن الذين خبرنا غيابها
- وأرواح موتاها وحيواناتها
- مدفوعين بفتنة الأسحارِ،
- وهي تودّعُ آخر زائريها وسكّانها.
- في الماضي كانت لنا منازلُ
- كانت لأجدادنا منازلُهُم
- تلك التي بنوْها من صوفِ الماعز
- ومن الطينِ
- الطين الذي غرقت فيه ثيرانُ القرية
- لحظة هياج.
- كانت لنا منازلُ نأتيها في المساء لننام
- أو (وهذا ما يحدثُ غالباً) نأتيها
- في الصباحات ونحن نتهاوى من السُكر
- مستغيثين برحمة الحائط من صخب الليل
- من مخلوقات العنف العاري
- ووحشة الطريق التي تسيلُ في أوردتنا ورؤوسنا
- دماءً وذكريات.
المزيد...
العصور الأدبيه