الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> مقاطع (1) >>
قصائدسيف الرحبي
- 1
- تتسلل الحياةُ من يدي، خلسة، بعد أن
- أمسكت بها
- أحدقُ فيها، وعلاً أدركه هياجُ القناص،
- فأنثني على عقب مسائي نحو كأسي
- الأولى، لأطاردها فيما يشبهُ
- بداية ميلاد مجرةٍ في الرأس.
- 2
- أحتمي بنخيل الماضي
- أتسللُ إلى أحلام نائميه
- على السُفوح المغميّ عليها بالشمس والنسيم
- أتفقدُ رعايا ذاكرتي
- كقائدٍ يتفقدُ جيشه الهارب من مذبحة.
- 3
- للنجوم مصلاها كما للمصلين، صفوفا،
- كنا نراها في محرابها الوضيء، وكانت
- الشهّبُ تغورُ في أحداقنا، مسلاتٍ
- من الضوء المسافر
- ولم نكن نعرفُ معنى الأبدية.
- 4
- مفتاحُ الهاوية كأسٌ:
- تلكم حياتنا التي نسرقُها من فم الذئاب.
- 5
- عراقيٌ ينحني ليلتقط تمرة
- في مهب المنفى
- ويتذكرُ تمر العراق.
- 6
- العيون التي توقظنا حدقاتُها في الليل
- وتتركنا أرقى
- هي عيونُ الأحبة الغائبين.
- 7
- إسطبلات خيل المقدوني
- مهاميزُ الشيطان
- عكاكيز الوراثة
- قوس قزحٍ مزمنٌ أمام نافذتي.
- 8
- هناك في الخرائب الأنيقة
- تضع البومة بيضها
- وتنامُ على أحلام خرائب أخرى.
- 9
- لسنا أغبياء ولسنا حمائم حرب
- سنحرثُ هذا الجرح حتى آخر دمعةٍ في الأفق.
- 10
- على الهضاب وفوق سعف النخيل
- كانوا يُعلقون قناديلهمُ المرتجفة
- بينما الريحُ الحدريةُ تجرفُنا
- من غير انقطاع.
- 11
- يصطادون الحمام في هدأته
- من غارٍ إلى غار
- وجوهُهُم التي دبغتها الشمس
- وأحلامهم التي تخاتلُ البراكين.
- 12
- السماء تكادُ أن تنفجر مثل ممخاض،
- رعودٌ وصواعقٌ برد
- لكنها لا تضيء.
- 13
- الماضي أمامنا، جزُراً قطبية
- يذوبُ فيها الجليدُ بالأقساط.
- 14
- أوقفوا دُموع هذا الطفل
- فقد أمتلأت كؤوسُ البيرة
- وخزائنُ المياه
- بالدّم.
- 15
- لا ندين لأحدٍ، عدا أرجلنا الثكلى،
- بالمسافات.
- 16
- يد رحيمة تمتدُ بأبوة
- وتأخذنا إليها
- بينما الأرزاء تتنزه على الرصيف.
- 17
- شاهدت بكاء النيازك
- في حقل أبي
- طوفانُ غيومٍ وإغماء مدارات.
- 18
- شجرة الفرصاد الأولى، في قعرِ دارنا
- أتذكرها الآن
- سماءُ عصافير يجفلُ فيها الغيم
- مراصدُ الصبية في مضارب الظلّ
- وهناك أيضاً ضفدع السواقي
- وزعيقُ الحطابين
- حين تحفرُ الظهيرةُ مأتمها في الصخر.
المزيد...
العصور الأدبيه