الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> مشهد مكرر >>
قصائدسيف الرحبي
- ما بين شارع الشهداء في الحيّ التاسع
- و((السَّان ميشيل))،
- تُحلق حكمة اليوم بأنفاق المترو.
- الطيور تحتلُ الثكنات بصياحها العجيب
- المهاجرون ينتظمون صفوفا أمام التفتيش
- وصداع الرأس لا يأتي إلا بمزيدٍ
- من المحبة للفئران.
- مشهد عابر لامرأةٍ مغتصبةٍ
- قرد يعوي،
- تحيط به مجموعة فيلةٍ جُلبت خصيصاً من الهند،
- بينما العُراة والسكارى يحتلون الحلبة
- بشفاه يابسةٍ،
- ممنطقين بزنار من الضفادع.
- حفنةُ نجومٍ تهذي أمام المخرجِ
- والسماء تلقحُ الأرض بمصلٍ جديدٍ.
- تصل المقهى أخيراً
- وكأنك اجتزت أرخبيلا خرافيا في نومك،
- حيث تتركز نحوك نظراتُ الزبائن
- والكلماتُ التي تحتدمُ فيها المصائر.
- تنظر إلى الخارج:
- القوارب ما زالت في مكانها
- الأشجار تتمايلُ بفعل ريح خفيةٍ
- والنهر الذي ابتلع قرونا، بدأ يلتهمُ هدوءه بعمقٍ.
- وحين تكون راجعا إلى بيتك يتكرر نفس المشهدِ
- مع زيادة خفيفة: فالرجالُ الملثمون الذين
- يعترضون طريقك، ليسوا إلا ذئاباً طردها
- البرد من الغابات.
المزيد...
العصور الأدبيه