الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> متسكع لا يحلم بشيء >>
قصائدسيف الرحبي
- وكالموجة التي تنشبُ أظافرها
- في جسد الإعصار،
- دخلت تيه هذا العالم
- قاذفاً بذخيرة الأيام في قعر جهنم
- شاحذا أعضائي بشفرة صُنعت
- من غياب.
- وكطفل يلعب دائماً بخسارة،
- لم أنتظر شيئا كثيرا من أشباهي
- لم أنتظر أي شيء
- عدا ضجيج النوافذ والأبواب
- تنفتح وتنغلقُ جانب رأسي
- ببراءة العواصف الراحلة من غير اتجاه.
- لكني موجود وغير موجود
- أعرف أني مكللُ بالفراغ،
- سيرة لا تنقصها التفاصيل
- المضاءة بفوانيس السحرة،
- وعليك أن تحفر في قلبها
- بمحراث كي تسكب
- دمعةَ واحدةَ
- أو تحصل على اعتراف.
- عليك أن تتبع قمر الرحيل الممتد
- من الماء إلى اليابسة، ومن اليابسة
- إلى القبر،
- كي تلمح شبحاً في كهف.
- جنيّ يرتجف خوفاً من الله،
- وينام على فخذ
- الشيطان.
- لكني موجود.. ربما
- أنا الآن في مقهى
- أرقب العالم من وراء الزجاج،
- صفرة المغيب.
- بقايا صداع من رحلة الأمس،
- سأطفئه برحلة اليوم
- ولا ألوي على شيء
- لتقذف الأنهار نفايات مدنها
- في البحر
- ويبصق المتشردون على أضرحة القديسين
- والجنود يحلقون رؤوس ثكناتهم،
- وليحلّق النسر عالياً أو منخفضا
- هكذا .. فقط.
- من غير ضرورة أن نتحدث
- عن صلة المصبّ بالنبع
- أو عن القرية الهاذية تحت
- ضلع الطوفان،
- والأماسي الجميلة لشعراء
- يحلمون بالانتحار عبر قاربٍ
- يغرب ببطء في سديم
- المياه
- أو عبر بلطةٍ تنزل فجأة وبدون رحمة.
- عليك أن تبيع أمتعة بيتك،
- لتحصل على قهوة الصباح.
- [أي بيتٍ كان عندك؟]
- عدا حذاء ممزق يفركش ليل
- المدن
- وأسمالٍ ورثتها من صديقك الميت
- تذكر [وهل يمكنك أن تنسى؟]
- كيف كنت ملاحقاً بفزاعة الفقر والفريسيينّ وبنات آوى
- في القاهرة ودمشق. في بيروت
- والجزائر وصوفيا وباريس.. الخ
- تذكر كل شيء بسطوع الولادة
- بوضوح السرطان المتجول بين
- الأنهار كسائح مأخوذ بمضارب
- البدو.
- أيتها الأم النائمة على الأسمنت
- العاري
- بين ركام الخيش والملابس المبعثرة
- كشواهد قرية.
- سحلتها الصواعق.
- لم يعد ثمة حقلُ لنظراتك الملأى
- بالتوقعّات
- لم نعد نصغي لصياح الديكة
- أو نجلب السمك من الساحل
- لم يعد ثمة فجر تلعبين بريشه
- على حافّة البئرِ
- البئر الذي ودعتني منه لأول
- مرة منذ سبعة عشر عاما
- [لا تغبْ عنا كثيراً]
- خطوة واحدة فجرت فلك
- الأميال،
- واسترسلت في هذيان المجرّات.
- وصول
- عندما أسافر الى بلد
- تسبقني إليه الإشاعات
- فأنتشي،
- مثل ذئب تسبقه أحلامه نحو الفريسة
- ولا أصل!
المزيد...
العصور الأدبيه