الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> القدم النرجسية >>
قصائدسيف الرحبي
- في الليلة نفسها التي لا تُحلق العقبان
- فيها إلا على رؤوس
- ضحاياها،
- رحلت قدمٌ قرويّة المزاج
- إلى حيثُ لا تنتهي الرحلة
- بين أصابعها كانت الآفاقُ تتحرّك
- مثل حشد نجوم تتهيأ للقفز
- وفي ظلها الشبحي، فرش الحلمُ
- ساحة تمرح فيها
- الثعابين.
- لم تكن وليدة تخطيطٍ ولا صدفةٍ
- كاتن هكذا وحيدة
- تطلق صرخة الضياع في
- مهب القارات
- مثل منارةٍ خلعت ضوءها للبحر.
- وفي الطرف الأقصى لديجور
- فحيحها، كان القلبُ يسكنُ
- غابته السرية،
- باحثا عن مرايا الأبد في حطام الذكرى
- وفي المدن التي لا تتسع إلا لحديثٍ
- عابرٍ، كانت الأرض مدلهمة
- بالأقدام.
- أقدام تتبع خيط المستقبل الواقعٍ
- في مأزق الولادة.
- أقدام آسيوية، إفريقية
- أمازونية،
- تحلم بالعودة وأخرى بالرحيل نحو
- جُزر النّهب
- أقدام تحشر أسلافها في زرقة
- ليل يُشبه ذاكرة الغريق.
- أقدام أو قدمي وحدي (ليكُن)
- التي ولدت سرّها في
- عرين النمر ليستشري في المدن
- مثل شحّاذ مُصاب
- بالسرطان.
- القدم التي لا تستسيغ السعادة
- إلا خلسة
- وعلى حافة هاويةٍ.
- وللقمر أيضاً قدمه النرجسية التي
- ترفس الشمس
- بغية احتلال الموكب،
- يتجولُ القمر وحيدا، نراه بين حشدِ
- الأقدام والرؤوس
- مضيئا طرف الحانة
- كما يضيء السجين في زنزانته
- ولأُمِّي كانت قدمها التي تنوءُ
- بثقل المذابح
- قدم الكمثرى
- وأنين المسافات.
- لم أكن اعرف سر الأقدام،
- حتى تربع النسر في عرشه الفظيع،
- خالعا وتد النميمة في صرخة
- الرعد.
- ولأنيّ كنت المدعو لهذه الوليمة من
- الأقدام والأدمغة المستفزّة،
- غامرت بسمعتي الأخلاقية
- لأكون سيّد المأدبة أو خادمها،
- بحيث لا تنقضي الأرابة للوقوع
- دوماً بين أسنان ذئبٍ.
- أهكذا يبدأ المجوس رحيلهم
- تاركين في كل طريقٍ أثرا لجريمةٍ
- عذراء
- وبقايا عشاء
- يمتدّ حتى الأبدية.
المزيد...
العصور الأدبيه