الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> السلحفاة >>
قصائدسيف الرحبي
- نصحو في رأس الحدّ
- على فجر يبتكره صيّادون ورعاة
- أمواج تخبط الشّواطيء الجصّيّة من غير هوادة
- أمواج المحيط
- أو البحر الحَدريّ كما يسميه العُمانيون
- حيث كان اليعاربة يدفعون سفنهم نحو أفريقيا.
- وسط عَتَمة خفيفة
- نلمح القوارب من بعيد
- والسفينة الجانحة فوق الصخور
- وعلى رأسها إكليل من الطير
- يهم بالصّحيان أيضاً
- نمشي قليلا كمن يتنزه في النّوم
- وسط بساتين خيالية
- نلمح السّلاحف يقذفها المحيط
- نحو اليابسة
- صفوفا تتقاطر كجنود ذاهبين إلى حرب
- بمعرفة ثاقبة وهدوء ناعس
- تمضي إلى مساكنها البريّة
- بعد رحلاتها الطويلة في أعماق المحيطات.
- يا من احتار العلماء في تحديد طبائعك
- وأزمانك الفلكيّة.
- قبل مئتي مليون عام وأنت موجودة
- على صفحة الأرض المتقلّبة.
- في المراحل الجوراسيّة
- عشت عيد الأوائل في الكوكب المفعم
- بحيواتٍ فتيّة
- قبل أن تلوّثه أقدام البشر.
- سنواتكِ العشر الأولى
- وصفها المختصون بسنوات الضياع
- في اللجج البعيدة
- لأنهم لا يعرفون عنها شيئا.
- وقفوا عاجزين أمام السر الأكثر رهبة من معارفهم.
- لكن الضياع قادك إلى المعرفة
- فالطريق واضحة أمامك
- رغم تلك الأزمان المتراكمة،
- نحو رأس الحدّ
- أو أقصى جزيرة في الصين
- وهذا ما ينقص الإنسان الذي سيفترسك مع أول إطلالةٍ
- بعد أن نجوتِ من ذئاب المحيطات.
المزيد...
العصور الأدبيه