الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> السرّ >>
قصائدسيف الرحبي
- يرمقني الجبل العاتي
- من خلف مناظيره السحيقة
- ولسانُ حاله يقول:
- أمازلتَ موجوداً هنا؟
- لقد طالت إقامتك هذا العام.
- أعرف أنك تحاول الكتابة عنيّ
- وأنك مولود تحت ظلالي الداكنة
- وستموت كذلك
- رغم كل هذا الفراق
- لن تهرب من جوارحي
- التي لاحقتك أحلامُها في أماكن كثيرة.
- كان الحب الوحشي بيننا مُتبادل.
- وسيحين وقت استلامك
- بين الأبناء والأحفاد،
- الذين تزاحمت أجداثهم في شِعابي،
- راضياً مرضيّاً
- ومن غير شفقة هذه المرّة..
- هكذا بكل وضوح
- من غير حيلة ولا رمز
- فهذه قد ذابتْ
- في سطوع شمسي وعريها.
- وأعرف أنك مع صِبيةٍ حُفاةٍ
- تسلّقتم أضلاعي الحادّة
- مُجبرين القطا على النزول من وكناتِه.
- وهربتْ بك الخيل العاشقةُ
- في (سناو) مخترقةً أفواج
- البشر لتقف عند حصانِها
- المربوط على نخلة بأطراف البلدة.
- أعرف ذلك وغيره
- في حياتك المليئة بالأرامل والجرحى.
- كثيرون حاولوا قبلك
- جاءوا من بلاد بعيدة
- عبروا بحاراً مضطربة وأراض شعثاء
- ألّفوا كتباً في علم الطبقات
- والأرواح الصامتة.
- حاولوا واجتهدوا
- تحت ظلال الأشجار الباسقة
- أو في الليالي القائضة كالجحيم،
- لكنهم جميعاً لم يصلوا
- الى عرين الأسرار
- الذي تنهبه العواصفُ كل ليلة.
المزيد...
العصور الأدبيه