قصائدسوزان عليوان



شمس مؤقتة (1- 10)
سوزان عليوان



  • 0

  • .يُغادرُنا المكانُ

  • .مربّعاتُ الإسمنتِ أوّلاً، ثمّ المقاعدُ في إثرها

  • الفراغُ المباغتُ

  • .يفرضُ تأثيثَ الأرواح

  • 1

  • كانَ علينا أن نكونَ أكثرَ صلابةً و بياضًا

  • كأنّنا الحوائطُ التي تُكَوِّنُ الزوايا

  • .و تسندُ السقفَ و الظلال

  • كانَ على أصابعِنا ألاّ ترتعشْ

  • و على الوقتِ

  • أن يمهلْنا قليلاً

  • كي نمنحَ اللحظةَ ألوانَ لوحةٍ أخرى

  • غيرَ البغيضةِ

  • .غيرَ قتامةِ ملابسِنا

  • 2

  • لم نكن نشعرُ بخشونةِ البردِ

  • .أو بالخفافيشِ العالقةِ بصُوفِ معاطفِنا

  • كُنّا نسيرُ

  • كالتماثيل

  • مقنّعينَ بأحجارٍ من كهوفهم

  • .كارثةً لا تعني أحدًا سوانا

  • حملْنا الصناديقَ

  • و مشينا نحلمُ

  • بخشبِ التوابيتِ يخضرُّ

  • .يعودُ أشجارًا نتسلَّقُها

  • بقلوبٍ صغيرةٍ خبّأناها في الجيوبِ

  • كعُلَبِ سجائر مجهولةٍ لآبائنا

  • بخطواتٍ متهدّجةٍ

  • أنهكتْها الرطوبةُ في أصواتهم

  • بالمسافةٍ حينًا

  • و حينًا بالسعال

  • نزحنا

  • من وهمٍ إلى آخر

  • .جذوعًا تركلُ تشوّهاتِها في غبارٍ

  • من أينَ نبدأ

  • في مثلِ هذا الخواءِ الشاسعِ؟

  • و إلى أيِّ هاويةٍ

  • سيقودُنا الأسفُ؟

  • .العيونُ لاغيةٌٌ

  • .الأقدامُ أمطارٌ تتساقطُ بانتظامٍ مُدْهِش

  • 3

  • لأبوابٍ أغلقناها على خلافاتهم

  • سنديرُ ظهورَنا المقوّسةَ و نمضي

  • وحيدِينَ صوبَ اختلافِنا

  • كشجرٍ غادرَ غابتَهُ

  • سنقطعُ كُلَّ الجذورِ التي تَصِلُ ترابَهُمْ بقلوبِنا

  • كأنّ الذينَ يسكنونَ الصراخَ

  • ليسوا آباءَنا

  • كأنّنا قادرونَ على النموِّ و الضحك

  • بضوءٍ قليلٍ

  • .دونَهُمْ

  • 4

  • نحنُ الآنَ أكثرَ قدرةً على استيعابِ قسوتِهِمْ

  • و على افتعالِ الحنانِ

  • دونَ نفورٍ

  • ،كلّما احتكَّ جلدُهُمْ بيُتْمِنا

  • و كلّما عبرتْنا أحضانُهُمْ

  • مُسْرِعَةً

  • كأنّها تهابُ ظلالَنا

  • تذكّرْنا الحانةَ التي احتوتْنا

  • و ليلاً كانَ يُرَبِّتُ على أكتافِنا المتكلِّسةِ

  • كلّما أحنيْنا على الخشبِ ظهورَنا

  • مُثقلينَ بهم

  • .أجنحةً دونَ وظيفة

  • 5

  • .لا غربةَ أشدَّ من أصواتهم في النزاعِ

  • شرودُنا

  • إذ يزحفُ نحوَ عزلتِهِ

  • يطمئنُ فئرانًا تقضمُ حوافَّ النومِ

  • بأسنانٍ حادّةٍ

  • كأصواتهم

  • و لأنّ أعضاءَنا ناقصةٌ

  • .سيئنُّ الخشبُ في المفاصل

  • 6

  • من الدخانِ

  • نُولَدُُ

  • و ليسَ من أرحامِ الأمهاتِ

  • كما أوهمتْنا العائلةُ صغارًا

  • لكنَّ المرايا التي تعكسُ كؤوسًا متكرّرةً بينَ الأصابع

  • ضلَّلَتْ رؤوسَنا

  • .تلكَ المثقلة بفاكهةٍ حامضة

  • 7

  • هذا الدمعُ المنسكبُ في ترابٍ

  • غيرُ قادرٍ على إعادةِ الروحِ لخلايا الكلوروفيل الميّتةِ في أوراقٍ

  • لم تنجُ من حريقٍ أشعلناهُ

  • بأعقابِ السجائر

  • بغروبٍ تركناهُ وحيدًا وراءَنا

  • دونَ قصدٍ

  • دونَ درايةٍ بما يعنيهِ الجحيمُ آنذاك

  • .و لم تغفرْهُ لنا الغابةُ-الأمُّ

  • و إلاّ بماذا تفسّرونَ تعثُّرَنا

  • بجذورٍ قاتمةٍ

  • و ظلالٍ تتمايلُ

  • كلّما خطوْنا؟

  • 8

  • مغروسونَ في الحرمانِ

  • حتّى أعناقِنا المتغضّنة

  • و لا لذّةَ

  • تحفُّ العروقَ

  • غير َهواءٍ قليلٍ

  • .تُسَرِّبُهُ الأجنحةُ العابرةُ لذبولِنا

  • لم نَكْبُرْ

  • إنّما المدرسةُ هي التي صَغُرَتْ

  • بسياجِها المطوِّقِ لبراءتِنا

  • و أشجارِ السَّرْوِ

  • .و الباصّات

  • .ِما كانَ لنا أن نتبعَ خطوَنا على النار

  • .ما كانَ لأيدينا أن تمتدَّ لتلكَ الكؤوس

  • 9

  • لن نألفَ الضغينةَ التي تجمعُنا

  • و أقدامُنا المثبّتةُ في دائرةٍ

  • لن تطأ هذه العتمةَ ثانيةً

  • ربّما، بعدَ أيامٍ قليلةٍ

  • نعودُ بلا شمسٍ إلى المقهى

  • .بلا عصافير على الحواف

  • 10

  • مُعبّأةٌ بدخانٍ يُبدِّلُ هيئتَهُ

  • من جبلٍ إلى تمساح

  • تحدّقُ في عزلتِنا

  • في مللٍ يبادلُنا ورقَ الكوتشينةِ

  • و علبةَ الكبريتِ

  • فيما الذينَ صلبوا طاقتَنا على خشبِ النماذج

  • يقتلعونَ الأحلامَ التي لم تنضج

  • بمناجل تلمعُ

  • دونَ أن يغيّروا ثيابهم

  • يهشّمونَ حيواتِنا

  • بمدنِها الصغيرةِ

  • .و مقاهيها المبتلّةِ على أرصفةٍ تتآكلُ

  • أطفالُها الذاهبونَ إلى المدرسةِ شاحبون

  • كما لو أنّ قلوبَهُمْ تفحّمت في الليلِ

  • .لتلائمَ البيوتَ التي يعلو بعواميدها الصراخ



أعمال أخرى سوزان عليوان



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟