الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعود الصاعدي >> طارقة السحر >>
قصائدسعود الصاعدي
- لاتعذليه فقد أودى به الأرِقُ
- ولا تلومي مُحبّا ضمّه الغَسَقُ!
- طغت عليه بنات الفكر،وانفتقت
- قريحة الشعر؛فالأبيات تستبقُ!
- تناثرت في طروسٍ من صحائفه
- كما تناثر فوق السبسب الغَدِقُ!
- تفتّقت منه أزهار الرُبى وبكت
- بمدمع الشوق في أكمامها الحُدُقٌ
- لاتعذليه ففي أحشائه ألمٌ
- يروي سباسبه ما ضمّه الورقُ
- ولاتقولي:رفيق الليل في كبَدٍ
- فهل تداوي سجين الأحرف الخِرَقُ؟!
- دعيه حتى إذا ما ديمةٌ هطلت
- لينبت الفلّ والريحان والحَبَقُ
- ولاتقولي فتىً تغريه فاتنةٌ
- غيداءُ ينضح منها الطيّبُ العَبِق
- ظريفةٌ كاعبٌ في ثغرها بَرَدٌ
- تبدي سناه لُماها وهي تنفتق
- حوراءُ تنفث سحرا من محاجرها
- ميّاسة القدّ يهواها الفتى النَزِقُ
- دعيه يرفُ لبيت الشعر أرديةً
- يزهو بها، فهو في الظلماء محترقُ
- فمن شواظ ضياءٍ لاح مؤتلقا
- من القريحة ،بيت الشعر يأتلق
- دعيه حتى ينام البدر في غسقٍ
- فقد شواه وحيداً قلبُهُ الحَرِقُ
- دعيه حتى ولو مالاح شاطئه
- فلا يُلامُ إذا ما طمّه الغرقُ
- فتىً يصوغ من الأيام قافيةً
- تدكّ من بزلال الحق قد شرقوا
- فليس في قلبه للعشق خردلةٌ
- وفي سويدائه الآلام تصطفق
- لم تُصبِهِ في الهوى ألحاظ غانيةٍ
- كما صبت قبله قوماً فلم يفقوا
- يراقب النجم لاعشقا يسامره
- ومابه دَنَفٌ أو قلبه خَفِق
- لم يبق للعشق إلا رسمُ دارسةٍ
- في عُوج أضلاعه والصدر مختنق
- فعوّذيه من الدنيا،فلو بقيت
- لذي ثراءٍ لما أزرى به المَلَق
- فتىً تحسّى كؤوس الشعر مترعةً
- فما تبقّى له من راحها رَمَق
- إذا تثنّت بثوب التيه أحرفه
- فما عليه إذا ما ثوبُهُ خَلِقُ
- لو كان يمشي وفي أسماله تَفَلٌ
- ففي محيّاه يطوي ليلَه الفلقُ
- يفتضّ بكر معانٍ غاب خاطبها
- وردّه عن هواها العيُّ والغَلَقُ
- فهي الصبوح إذا ماشاء صبّحها
- وهي الغبوق إذا ماشاء يغتبق
- إذا نواعس ذات الحسن ترمقه
- بنظرةٍ تجعل الألباب لا تفِق
- فليس في لبّه من طرفها أثَرٌ
- ولو تطاير منه الشائك المَرِقُ
- أقضّ مضجعه خودٌ تسامره
- وما تصرّم منها حبلها الوَثِق
- خريدةٌ تطرق الألباب موهنةً
- متى ينام بعسعاس الدجى الخَرِق
- صُداقها من نثار الدرّ يخطبها
- من الدهاقنة الغوّاصة اللبِقُ
- ومَن يراعته إن سلّها جَذِلاً
- تبسّمت شفةٌ قد حاكها القلق
- وإن براها غضوبا أمطرت شهبا
- يكاد منها بياض الطرس يحترق
- إذا تلاها محبٌّ قد سلا رجعت
- له الصبابة واستهواه من عشقوا
- وإن تنفّس ريّاها ذوو خوَرٍ
- إذا الوطيس غشى ،لم يثنهم فَرَقُ
- وإن تلاها أسارى الحزن لاح لهم
- وميضُ برقٍ بقفر البيد فانطلقوا
- وتملأ الكون أنغاما معتّقةً
- يشدو بها للزمان الشاعر الحَذِقُ
المزيد...
العصور الأدبيه