الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> مستعمرة رومانية >>
قصائدسعدي يوسف
- كنّا يونانيينَ ، منازلُنا عند تخومِ الصحراءِ العربيةِ ؛
- لكنّ لنا نهرينِ
- وبضعَ قرىً ، ومزارعَ نسقيها من أمواهِ النهرَينِ …
- وكان لنا أيضاً شعراءُ يُقِيمونَ الأوزانَ
- ويحكون عن المرأةِ
- والأزهارِ ،
- وفي قِنّسْرِينَ بنينا مدرسةً للفلسفةِ
- ( الأمرُ الأغربُ أنّ تلاميذَ أرسطو يأتون إلينا أحياناً
- ليقولوا شيئاً عن آخِرِ مخطوطات أثينا )
- لكنّا يونانيونَ وفلاّحونَ
- فلم نصنع أسلحةً
- لم نعرف كيف نُعِدُّ الفتيانَ جنوداً
- ( ما قال تلاميذُ أرسطو إن مُعلِّمهم كان يدرِّبُ ابنَ فيليب المقَدونيّ على غزو المدنِ ! )
- الدنيا تتغيّرُ
- قالوا
- حتى الشمسُ ستشرقُ من جهة الغربِ …
- ……………
- ……………
- ……………
- أنا أهذي الآنَ ، وحيداً ، في حانة كِرياكوسَ بـ " صَيدا "
- كوبُ نبيذي الفخّارُ اسْوَدَّ
- وشَعري ابْيَضَّ …
- ولا أعرفُ مَن أُخبرُهُ – حتى سِرّاً – أنّ الرومان نفَوني
- حين غدَونا مستعمرةً ؛
- لكني لا أستبعدُ أن يعرفَ كرياكوسُ الأمرَ .
- الدنيا تتغيّرُ
- قالوا …
المزيد...
العصور الأدبيه