الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> صوت البحر >>
قصائدسعدي يوسف
- يا صوتَ البحرِ الخافتَ
- يا وشوشةً ، وهسيساً ، وحشائشَ فيروزاً
- وأغانيَ بَحّارٍ أعمى
- يا آخرَ آهاتِ الحُمّى
- يا بوّابةَ بُرْدِيٍّ
- وحصيراً من سعفٍ ضفرتْهُ يدا طفلٍ في الليلِ
- ويا ريشاً وسلاحفَ
- يا مبتدأَ الرِّحلةِ من قرطِ امرأةٍ
- يا أرَجاً يلمع ُ في أشجارٍ دائمةِ الخضرةِ ، شرقيَّ الصين
- ويا صوتي المتعَبَ
- يا صوتَ البحرِ الخافتَ :
- هل أخطأَنا التكوينُ ، لننتظرَ التكوين ؟
- ...............
- ...............
- ...............
- يا صوتَ البحرِ الهاديءَ
- يا صوتاً أسمعُهُ يتسللُ من قصب الكوخٍ
- سلالاً ملأى بالسمكِ المتواثبِ والأعشابِ ...
- وأسمعُهُ صلْداً ، وجهيراً ، كالقيظِ المتدلِّي من سقفِ الأعنابِ
- أقولُ :
- لماذا صرتَ المسموعَ ؟
- تُرى ، هل ضقتَ بشكلِ القوقعةِ؟
- البحرُ محيطٌ ...
- لكنّ الصوتَ من القوقعةِ ارتدَّ إلى القوقعةِ !
- الآنَ سنبحثُ عن أرضٍ أخرى
- عن صوتٍ أعلى
- يا صوتَ البحرِ الهاديءْ ...
- ..................
- ..................
- ..................
- يا صوتَ البحرِ الحاضر
- يا صوتَ البحرِ الهادر
- يا المُصّاعِدَ من وديانِ الأعماقِ
- إلى تيجانِ الآفاقِ
- ويا صوتَ البحرِ الهادرَ
- خَلِّ القمصانَ تطيرُ مع الريحِ
- القبضاتِ المضمومةَ والراياتِ تطيرُ مع الريحِ
- وخَلِّ ضفائرَ مَن أحببناهنّ ، ومَنْ أحببنَ ، تطيرُ مع الريحِ
- تطيرُ مع الصوتِ الهادرِ
- أعلى من هذي الدنيا
- أعلى حتى من مَأتى الرؤيا
- يا صوتَ البحرِ الهادر !
المزيد...
العصور الأدبيه