الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> تحت تالمطر الموحل >>
قصائدسعدي يوسف
- ها نحن أولاءِ نقرفصُ تحت سقيفتنا السعْفِ
- قريبينَ من الموقدِ ؛
- كان دخانُ الورقِ المبتلِّ يبللُ أعينَنا بالدمعِ
- ويَحجبُ عنّا المرأى
- حتى لكأنّ أصابعَنا بُتِرتْ …
- نحن نحسُّ بها
- لكنْ نعجزُ عن أن نطْبِقَها أو نفتحَها .
- ما أغربَ ما تفعلُهُ العينُ إذا عشِيَتْ !
- ما أغربَ ما تفعله أوراقُ التينْ ...
- ها نحن أولاءِ نراقبُ عند البابِ ، الساحةَ
- ( أعني ساحةَ قريتنا )
- نمسحُ عن أعيننا دمعاً وسخاماً
- ونحاولُ أن نبصرَ ما يجري …
- لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً ؛
- أكثفَ من لَبِنٍ منقوعٍ منذ سنينَ ،
- نقولُ : إذاً ، ما جدوى أن ننظرَ ؟
- فلْنطْبِقْ أعيُنَنا دهراً منتظِرينْ
- ها نحن أولاءِ ، أخيراً ، في الساحةِ ؛
- لا ندري كيف تشجّعْنا أن نتحرّكَ …
- لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً وغزيراً
- غُصْنا حتى الرُّكَبِ المقرورةِ بالوحلِ
- وما زالَ المطر‘ الموحلُ يهطلُ …
- قلنا : العودةُ أسلمُ ،
- فلْنتحصّنْ ، ثانيةً ، بسقيفتنا
- ولْنجلسْ حول الموقدِ
- نُطعمُهُ ، أكثرَ ، أكثرَ ، أوراقَ التينْ .
المزيد...
العصور الأدبيه