الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> القطار الإيرلندي >>
قصائدسعدي يوسف
- في دَبْلِن
- كان قطارُ الليلِ ، الحانةَ
- حانةَ فيتزجيرالد
- وأنت تغمغمُ في إحدى عربات المطعمِ :
- يا ليلُ ، يا صاحبي ، راحَ الفتى وارتاحْ
- وامتدَّ ثوبُ الدُّجى ، واسوَدّت الأقداحْ
- حتى المجاذيفُ ملّتْ حيرةَ المَلاّحْ
- يا ليلُ ، يا صاحبي … سُمُّ الأفاعي فاحْ
- حانةُ فيتزجيرالد
- مَمَرٌّ ضاقَ بأنفاسِ زبائنهِ
- ونوافذُ مُصْمَتَةٌ
- مثل قطارِ الهندِ ،
- ولكنكَ
- حتى لو كنتَ مسافرَ ليلٍ بقطارِ الهندِ
- ستبحثُ عن مأوى
- تبحثُ عمّا سيكونُ سؤالاً أو سلوى
- تبحثُ عن " سعدي " المُتَلَبِّثِ في الظلمات
- تبحثُ عمّا ماتَ
- وعمّن مات ؛
- أأخطأتَ طريقَكَ حينَ بلغتَ أخيراً
- إحدى عرباتِ المطعمِ ؟
- هل كانت دَبْلِنُ في اللوحِ ؟
- إذاً ، أين فُجاءتُها ؟
- أينَ الدهشةُ في أنْ تلقى ما قُدِّرَ أن تلقى ؟
- في أن تقرأَ ما في اللوحِ ، وأنت اللوح . ؟ .
- يا ليلُ ، أين الصّفا ؟ أين انطفا المأمولْ
- أرضُ السوادِ انتهتْ للشوكِ والعاقولْ
- كلُّ الجيوشِ اقتضتْ منها ، وحالَ الحَولْ
- يا حسرتي للضميرِ المشترى المقتولْ
- UK troops in Iraq
- indefinitely, says Straw .The Irish Times – 06.01.04
- واقعُ الأمرِ أنني لستُ قاريءَ صحفٍ مدمناً ؛
- لكني كنتُ في طائرة الخطوط الجوية الإيرلندية
- عائداً إلى لندن مع صديقتي . هذه الصديقةُ
- أطبقتْ جفنيها فجأةً لتعودَ إلى الحانةِ التي
- شربتْ فيها الموسيقى ، البارحةَ ، حتى الفجر.
- صحيفة The Irish Times كانت بين يدَي
- الشخصِ الثالث الذي لا أعرفُه . لا أدري
- كيف لمحتُ الخبرَ … وكيف سجّلتُه
- على التذكرةِ المستنفَدة . عُذراً !
- اسمَعْني الآن !
- ألستَ تغمغمُ في آخرِ أيامِ السنةِ ؟
- _ الحانةُ تنطلق الليلةَ مثلَ قطارٍ في الهندِ _
- ابحَثْ في إحدى عرباتِ المطعمِ
- عن كرسيٍّ
- أو صورةِ كرسيٍّ …
- فالليلُ طويلٌ
- بل سيكونُ الأطولَ من أنفاسِ مَمَرِّ الحانةِ
- إذْ تبحثُ عمّا ماتَ
- وعمّن مات …
- اسمَعْني الآن …
- يا ليلُ ، يا صاحبي ، ما أوحشَ الوحدةْ !
- أطبَقْتَ يا ليلُ ، حتى ماتت الوردةْ
- وارتَدَّ مَن كان مجبولاً على الرِّدّةْ
- لكنّ صوتي سيبقى للصدى ، وحدهْ
- ستدقُّ الساعةُ معلنةً عن ضوءٍ
- في آخِرِ هذا النفقِ المظلمِ …
- …………..
- ………….
- ………….
- ايّانَ تدقُّ الساعةُ ؟
- أيّانَ ستأتيكَ ملائكةٌ ؟
- أيّانَ ستهدأُ أنفاسُكَ
- بين ملائكةٍ وشموع …
المزيد...
العصور الأدبيه